الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب المؤمن يأكل في معى واحد فيه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                        5078 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الصمد حدثنا شعبة عن واقد بن محمد عن نافع قال كان ابن عمر لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه فأدخلت رجلا يأكل معه فأكل كثيرا فقال يا نافع لا تدخل هذا علي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء [ ص: 447 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 447 ] قوله ( باب المؤمن يأكل في معى واحد ) المعى بكسر الميم مقصور ، وفي لغة حكاها في المحكم بسكون العين بعدها تحتانية ، والجمع أمعاء ممدود وهي المصارين . وقد وقع في شعر القطامي بلفظ الإفراد في الجمع فقال في أبيات له حكاها أبو حاتم " حوالب غزرا ومعى جياعا " . وهو كقوله تعالى ثم يخرجكم طفلا وإنما عدى يأكل بفي لأنه بمعنى يوقع الأكل فيها ويجعلها ظرفا للمأكول ، ومنه قوله تعالى إنما يأكلون في بطونهم أي ملء بطونهم قال أبو حاتم السجستاني : المعى مذكر ولم أسمع من أثق به يؤنثه فيقول معى واحدة ، لكن قد رواه من لا يوثق به .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( حدثنا عبد الصمد ) هو ابن عبد الوارث ، ووقع في رواية أبي نعيم في " المستخرج " منسوبا .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( عن واقد بن محمد ) هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فأدخلت رجلا يأكل معه فأكل كثيرا ) لعله أبو نهيك المذكور بعد قليل . ووقع في رواية مسلم " فجعل ابن عمر يضع بين يديه ويضع بين يديه فجعل يأكل أكلا كثيرا .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( لا تدخل هذا علي ) وذكر الحديث هكذا حمل ابن عمر الحديث على ظاهره ، ولعله كره دخوله عليه لما رآه متصفا بصفة وصف بها الكافر .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( باب المؤمن يأكل في معى واحد ، فيه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ) كذا ثبت هذا الكلام في رواية أبي ذر عن السرخسي وحده ، وليس هو في رواية أبي الوقت عن الداودي عن السرخسي ، ووقع في رواية النسفي ضم الحديث الذي قبله إلى ترجمة " طعام الواحد يكفي الاثنين " وإيراد هذه الترجمة لحديث ابن عمر بطرقه وحديث أبي هريرة بطريقيه ولم يذكر فيها التعليق ، وهذا أوجه فإنه ليس لإعادة الترجمة بلفظها معنى ، وكذا ذكر حديث أبي هريرة في الترجمة ثم إيراده فيها موصولا من وجهين .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية