الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون .

                                                          الفاء للإفصاح عن شرط مقدر تقديره: إذا كانوا قد أقسموا ذلك القسم فقد نكثوا، فلما كشفنا عنهم الرجز إذا هم ينكثون فلا يؤمنون، ولا يرسلون بني إسرائيل، والتعبير عن زوال الرجز بـ(كشفنا) تشبيه له بالغمة التي تغم عليهم وتكشف.

                                                          وقوله تعالى: إلى أجل هم بالغوه إشارة إلى أنه سينزل بهم ما هو أشد، فالإزالة للرجز لم تكن دائمة، بل هي إلى أجل محدود، فإن الله خبأ لهم في قدره ما هو أشد وأقوى، وهو إغراقهم في البحر; ولذا قال تعالى: فانتقمنا منهم أي جازيناهم بذنوبهم، وسمى الله تعالى عقابه لهم بأنه انتقام؛ لأنهم مردوا على الشر، وعقابه لهم استئصال، والله تعالى هو المنتقم الجبار، فعاملهم [ ص: 2939 ] معاملة المنتقم; ولذا قال:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية