الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز - : إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم ؛ وهم قوم كانوا يعطون؛ يتألفون على أن يسلموا؛ وهذا غير مستعمل اليوم لظهور الإسلام؛ وفي الرقاب ؛ كأن يعاون المكاتب حتى يفك رقبته؛ " والغارمين ؛ وهم الذين لزمهم الدين في الحمالة؛ و " الحمالة " : الإعطاء في الذمة؛ ويجوز أن يكون الغارم الذي لزمه الدين في غير معصية؛ فالأولى أن يكون الدين الذي يقضى عنه في غير معصية؛ لأن ذا المعصية إن أدي عنه الدين كان ذلك تقوية على المعاصي؛ وفي سبيل الله ؛ أي : وللمجاهدين حق في الصدقة؛ وابن السبيل ؛ ابن الطريق؛ وتأويله : الذي قطع عليه الطريق؛ فريضة من الله ؛ [ ص: 457 ] منصوب على التوكيد؛ لأن قوله : " إنما الصدقات لهؤلاء " ؛ كقولك : " فرض الله الصدقات لهؤلاء " ؛ وقد بينا في أول " الأنفال " ؛ ما قيل في جميع الأموال؛ واستقصيناه؛ ويجوز " فريضة من الله " ؛ على ذلك؛ ولا أعلمه قرئ به.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية