الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأعدوا لهم . الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أحمد ومسلم وأبو داود ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، وابن مردويه وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القراب في كتاب فضل الرمي، والبيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي قالها ثلاثا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ألا إن القوة الرمي ثلاثا إن الأرض ستفتح لكم وتكفون المؤنة فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر، أنه تلا هذه الآية : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة [ ص: 154 ] قال : ألا إن القوة الرمي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن مكحول قال : ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة فتعلموا الرمي فإني سمعت الله يقول : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال : فالرمي من القوة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال : فالرمي من القوة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال : الرمي والسيوف والسلاح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن إسحاق ، وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال : أمرهم بإعداد الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان عن عكرمة في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل قال : القوة ذكور الخيل والرباط الإناث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل قال : القوة ذكور الخيل، ورباط الخيل الإناث .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 155 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في الآية قال : القوة الفرس إلى السهم فما دونه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال : الحصون، ومن رباط الخيل قال : الإناث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن عكرمة في قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل قال : القوة ذكور الخيل، والرباط : الإناث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ترهبون به عدو الله وعدوكم قال : تخزون به عدو الله وعدوكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه، والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم وهم يرمون فقال : رميا بني إسماعيل لقد كان أبوكم راميا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود والترمذي ، وابن ماجه ، والحاكم وصححه والبيهقي عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة، صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير، والذي [ ص: 156 ] يجهز به في سبيل الله والذي يرمي به في سبيل الله، وقال : ارموا واركبوا وأن ترموا خير من أن تركبوا . وقال : كل شيء يلهو به ابن آدم فهو باطل إلا ثلاث : رمية عن قوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله، فإنهن من الحق ومن علم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الإيمان عن حرام بن معاوية قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب ألا يجاورنكم خنزير ولا يرفع فيكم صليب ولا تأكلوا على مائدة يشرب عليها الخمر، وأدبوا الخيل وامشوا بين الغرضين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقوم من أسلم يرمون فقال : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، وارموا وأنا مع ابن الأدرع، فأمسك القوم فسألهم فقالوا : يا رسول الله من كنت معه غلب، قال : ارموا وأنا معكم كلكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والبخاري عن سلمة بن الأكوع قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون في السوق فقال : ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان - لأحد الفريقين - [ ص: 157 ] فأمسكوا بأيديهم فقال : ارموا، قالوا : يا رسول الله، كيف نرمي وأنت مع بني فلان؟! قال : ارموا وأنا معكم كلكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن محمد بن إياس بن سلمة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على ناس ينتضلون فقال : حسن هذا اللهم مرتين أو ثلاثا ارموا وأنا مع ابن الأدرع، فأمسك القوم فقال : ارموا وأنا معكم جميعا . فلقد رموا عامة يومهم ذلك ثم تفرقوا على السواء ما نضل بعضهم بعضا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم والقراب في فضل الرمي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل شيء من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة : انتضالك بقوسك وتأديبك فرسك وملاعبتك أهلك فإنها من الحق . وقال عليه السلام : انتضلوا واركبوا وأن تنتضلوا أحب إلي إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة، صانعه محتسبا والمعين به والرامي به في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه والقراب عن أبي نجيح السلمي قال :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 158 ] حاصرنا قصر الطائف فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رمى بسهم في سبيل الله فله عدل محرر قال : فبلغت يومئذ ستة عشر سهما .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه والحاكم والقراب عن عمرو بن عبسة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه أو أخطأ أو أصاب فعدل رقبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم عن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه وعن حمزة بن أسيد الساعدي عن أبيه قالا : لما التقينا نحن والقوم يوم بدر قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكثبوكم فارموا بالنبل واستبقوا نبلكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد : أنبلوا سعدا؟ ارم يا سعد رمى الله لك فداك أبي وأمي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة بنت سعد عن أبيها أنه قال :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 159 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ألا هل أتى رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي

                                                                                                                                                                                                                                      .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الثقفي في فوائده عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تحضر الملائكة من اللهو شيئا إلا ثلاثة، لهو الرجل مع امرأته وإجراء الخيل والنضال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الملائكة تشهد ثلاثا، الرمي والرهان وملاعبة الرجل أهله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة في كتاب الخيل عن أبي الشعثاء جابر بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ارموا واركبوا الخيل، وأن ترموا أحب إلي كل لهو لها به المؤمن باطل إلا ثلاث خلال، رميك عن قوسك وتأديبك فرسك وملاعبتك أهلك فإنهن من الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج النسائي والبزار والبغوي والباوردي والطبراني والقراب وأبو نعيم والبيهقي والضياء عن عطاء بن أبي رباح قال : رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري يرتميان فمل أحدهما فجلس فقال الآخر : كسلت؟، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو وسهو إلا أربع خصال، مشي الرجل بين الغرضين وتأديب فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 160 ] وأخرج القراب عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة، الرامي والممد به والمحتسب له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن حذيفة قال : كتب عمر إلى الشام : أيها الناس ارموا واركبوا والرمي أحب إلي من الركوب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله يدخل بالسهم الواحد الجنة من عمله في سبيله ومن قوى به في سبيل الله عز وجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : نعم لهو المؤمن الرمي ومن ترك الرمي بعدما علمه فهو نعمة تركها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن عقبة بن عامر قال : لا أترك الرمي أبدا ولو كانت يدي مقطوعة بعد شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن مكحول يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل لهو باطل إلا ركوب الخيل والرمي ولهو الرجل مع امرأته فعليكم بركوب الخيل والرمي، والرمي أحبهما إلي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب من طريق مكحول عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 161 ] قال : اللهو في ثلاث، تأديبك فرسك ورميك بقوسك وملاعبتك أهلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب من طريق مكحول، أن عمر بن الخطاب كتب إلى أهل الشام : أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن سليمان التيمي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يكون الرجل سابحا راميا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رمى بسهم في سبيل الله، فأصاب أو أخطأ أو قصر فكأنما أعتق رقبة، ومن أعتق رقبة كانت فكاكه من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن أبي نجيح السلمي قال : حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الطائف فسمعته يقول : من رمى بسهم في سبيل الله قصر أو بلغ فله درجة في الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القراب عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاتلوا [ ص: 162 ] أهل الصقع فمن بلغ منهم فله درجة في الجنة، قالوا : يا رسول الله ما الدرجة؟ قال : ما بين الدرجتين خمسمائة عام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني والقراب عن أبي عمرة الأنصاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أو قصر كان السهم نورا يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب اللهو إلى الله إجراء الخيل والرمي بالنبل ولعبكم مع أزواجكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن سعد رفعه قال : عليكم بالرمي فإنه خير أو من خير لهوكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عوانة عن سعد بن أبي وقاص قال : تعلموا الرمي فإنه خير لعبكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار ، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم وهم يرمون فقال : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 163 ] وأخرج البزار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تحضر الملائكة من لهوكم إلا الرهان والنضال .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار بسند حسن عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

                                                                                                                                                                                                                                      من رمى رمية في سبيل الله قصر أو بلغ كان له مثل أجر أربعة أناس من ولد إسماعيل أعتقهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البزار عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رمى بسهم في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في الأوسط عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل لهو يكره إلا ملاعبة الرجل امرأته ومشيه بين الهدفين وتعليمه فرسه [ ص: 164 ] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الرمي والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي رافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرمي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي الدنيا والديلمي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعلموا الرمي فإن ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما على أحدكم إذا ألح به همه أن يتقلد قوسه فينفي بها همه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن منده في المعرفة عن بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 165 ] وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عمرو بن عبسة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله كان له عدل رقبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق عن أبي أمامة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله أخطأ أو أصاب كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن مرة بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة بين الدرجتين مائة عام، ومن رمى بسهم في سبيل الله كان كمن أعتق رقبة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخطيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة : صانعه محتسبا صنعته، والمقوي به، والرامي به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الواقدي عن مسلم بن جندب قال : أول من ركب الخيل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وإنما كانت وحشا لا تطاق حتى سخرت له .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 166 ] وأخرج الزبير بن بكار في الأنساب عن ابن عباس قال : كانت الخيل وحشا لا تركب، فأول من ركبها إسماعيل عليه السلام، فبذلك سميت العراب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد بن سلمان النجاد في جزئه المشهور عن ابن عباس قال : كانت الخيل وحشا كسائر الوحوش، فلما أذن الله تعالى لإبراهيم وإسماعيل برفع القواعد من البيت قال الله عز وجل : إني معطيكما كنزا ادخرته لكما . ثم أوحى الله إلى إسماعيل عليه السلام : أن اخرج فادع بذلك الكنز، فخرج إسماعيل إلى أجياد وكان موطنا منه وما يدري ما الدعاء ولا الكنز، فألهمه الله الدعاء فلم يبق على وجه الأرض فرس إلا أجابته، فأمكنته من نواصيها وذللها له فاركبوها واعتقدوها فإنها ميامين وإنها ميراث أبيكم إسماعيل عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الثعلبي عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أراد الله أن يخلق الخيل قال للريح الجنوب : إني خالق منك خلقا فأجعله عزا لأوليائي ومذلة على أعدائي وجمالا لأهل طاعتي فقالت الريح : اخلق . فقبض منها [ ص: 167 ] قبضة فخلق فرسا، فقال له : خلقتك عربيا وجعلت الخير معقودا بناصيتك والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفت عليك صاحبك وجعلتك تطير بلا جناح، فأنت للطلب وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني ويحمدوني ويهللوني تسبحن إذا سبحوا وتهللن إذا هللوا وتكبرن إذا كبروا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من تسبيحة أو تحميدة أو تكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه إلا فتجيبه بمثلها . ثم قال : سمعت الملائكة صنعة الفرس وعاينوا خلقها قالت : رب نحن ملائكتك نسبحك ونحمدك فماذا لنا؟ فخلق الله لها خيلا بلقا أعناقها كأعناق البخت، فلما أرسل الله الفرس إلى الأرض واستوت قدماه على الأرض صهل فقيل : بوركت من دابة أذل بصهيلك المشركين أذل به أعناقهم وأملأ به آذانهم وأرعب به قلوبهم . فلما عرض الله على آدم من كل شيء قال له : اختر من خلقي ما شئت فاختار الفرس قال له : اخترت - عزك وعز ولدك خالدا ما خلدوا وباقيا ما بقوا، بركتي عليك وعليهم ما خلقت خلقا أحب إلي منك ومنهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس موقوفا، مثله سواء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مالك والبخاري ومسلم والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر، فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في [ ص: 168 ] مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر، ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، والخيل ثلاثة : خيل أجر، وخيل وزر، وخيل ستر، فأما خيل ستر فمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا ولم ينس حق ظهورها وبطونها في عسره ويسره، وأما خيل الأجر فمن ارتبطها في سبيل الله فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان له أجر . حتى ذكر أرواثها وأبوالها، "ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان [ ص: 169 ] في ميزانه، وأما خيل الوزر فمن ارتبطها تبذخا على الناس فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان وزرا عليه . حتى ذكر أرواثها وأبوالها، "ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان عليه وزر" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج مالك وأحمد بن حنبل والطيالسي، وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي ، وابن ماجه ، وابن حبان عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وابن ماجه عن عروة البارقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، قيل : يا رسول الله وما ذاك؟ قال : الأجر والغنيمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي عن جرير بن عبد الله قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بأصبعه ويقول : الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 170 ] وأخرج النسائي وأبو مسلم الكشي في "سننه" عن سلمة بن نفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة . وأخرج الطبراني والآجري في كتاب النصيحة عن أبي كبشة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن سوادة بن الربيع الجرمي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر لي بذود وقال لي : عليك بالخيل فإن الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة، نواصيها أدفاؤها وأذنابها [ ص: 171 ] مذابها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد في الطبقات، وابن منده في الصحابة عن يزيد بن عبد الله بن غريب المليكي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها كباسط كفيه في الصدقة لا يقبضها، وأبوالها وأرواثها عند الله يوم القيامة كذكي المسك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل في نواصيها الخير معقود أبدا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله، وأنفق عليها احتسابا في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة، ومن ربطها رياء وسمعة وفرحا ومرحا فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها خسران في موازينه يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 172 ] وأخرج أبو بكر بن أبي عاصم في الجهاد والقاضي عمر بن الحسن الأشناني في بعض تاريخه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ومن ارتبط فرسا في سبيل الله كان علفه وروثه وبوله وأثره في ميزانه يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرجه ابن أبي شيبة عن علي موقوفا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد والكشي في سننه عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخيل معقود في نواصيه الخير والنيل إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة وقلدوها ولا تقلدوها الأوتار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة في كتاب الخيل عن زياد بن مسلم الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : الخيل ثلاثة فمن ارتبطها في سبيل الله وجهاد عدوه [ ص: 173 ] كان شبعها وريها وجوعها وعطشها وجريها وعرقها وأرواثها وأبوالها أجرا في ميزانه يوم القيامة، ومن ارتبطها للجمال فليس له إلا ذاك، ومن ارتبطها فخرا ورياء كان مثل ما قص في الأول وزرا في ميزانه يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني والآجري في الشريعة والنصيحة عن خباب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخيل ثلاثة : ففرس للرحمن وفرس للإنسان وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فما أعد في سبيل الله وقوتل عليه أعداء الله، وأما فرس الإنسان فما استبطن وتحمل عليه، وأما فرس الشيطان فما قومر عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرجه ابن أبي شيبة عن خباب موقوفا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل ثلاثة : ففرس للرحمن وفرس للإنسان وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فالذي يربط في سبيل الله فعلفه وروثه وبوله . وذكر ما شاء الله، وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه، وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان [ ص: 174 ] يلتمس بطنها فهي ستر من فقر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد من طريق أبي عمرو الشيباني عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل ثلاثة : فرس يربطه الرجل في سبيل الله فثمنه أجر وعاريته أجر وعلفه أجر، وفرس يغالق فيه الرجل ويراهن فثمنه وزر وعلفه وزر وركوبه وزر وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البركة في نواصي الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج النسائي عن أنس قال : لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد عن معقل بن يسار قال : ما [ ص: 175 ] كان شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخيل، ثم قال : اللهم غفرا إلا النساء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الدمياطي في كتاب الخيل عن زيد بن ثابت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حبس فرسا في سبيل الله كان ستره من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي عاصم في الجهاد عن يزيد بن عبد الله بن غريب المليكي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في الخيل وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة لا يقبضها وأبوالها وأرواثها عند الله يوم القيامة كذكي المسك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه ، وابن أبي عاصم عن تميم الداري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من ارتبط فرسا في سبيل الله ثم عالج علفه بيده كان له [ ص: 176 ] بكل حبة حسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن أبي عاصم عن تميم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبة حسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه ، وابن أبي عاصم عن أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة سيئ الملكة، قالوا : يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين وأيامى؟ قال : بلى فأكرموهم بكرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون، قالوا : فما ينفعنا في الدنيا؟ قال : فرس تربطه تقاتل عليه في سبيل الله، ومملوك يكفيك، فإذا كفاك فهو أخوك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من رجل مسلم إلا حق عليه أن يرتبط فرسا إذا أطاق ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي عاصم عن سوادة بن الربيع قال : قال لي [ ص: 177 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارتبطوا الخيل فإن الخيل في نواصيها الخير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي عاصم عن ابن الحنظلية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من ارتبط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليه كالماد يده بصدقة لا يقبضها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو طاهر المخلص عن ابن الحنظلية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وصاحبها يعان عليها، والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة لا يقبضها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد وأبو داود ، وابن أبي عاصم والحاكم عن ابن الحنظلية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يده بالصدقة لا يقبضها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديق موعود الله كان شبعه وروثه وبوله حسنات في ميزانه يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 178 ] وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وصححه عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من فرس عربي إلا يؤذن له عند كل سحر بدعوتين يقول : اللهم كما خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب ماله وأهله إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي الأنثى من الخيل فرسا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن أبي كبشة الأنماري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أطرق مسلما فرسا فأعقب له الفرس كتب الله له أجر سبعين فرسا يحمل عليها في سبيل الله وإن لم تعقب له كان له كأجر فرس يحمل عليه في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن ابن عمر قال : ما تعاطى الناس بينهم شيئا قط أفضل من الطرق يطرق الرجل فرسه فيجري له أجره ويطرق الرجل فحله فيجري له أجره ويطرق الرجل كبشه فيجري له أجره .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 179 ] وأخرج أبو عبيدة في كتاب الخيل عن معاوية بن خديج، أنه لما افتتحت مصر كان لكل قوم مراغة يمرغون فيها خيولهم فمر معاوية بأبي ذر وهو يمرغ فرسا له فسلم عليه ووقف ثم قال : يا أبا ذر ما هذا الفرس؟ قال : فرس لي لا أراه إلا مستجابا، قال : وهل تدعو الخيل وتجاب؟ قال : نعم ليس من ليلة إلا والفرس يدعو فيها ربه فيقول : رب إنك سخرتني لابن آدم وجعلت رزقي في يده : اللهم فاجعلني أحب إليه من أهله وولده، فمنها المستجاب ومنها غير المستجاب ولا أرى فرسي هذا إلا مستجابا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم فرسا من حدس - حي من اليمن - فأعطاه رجلا من الأنصار وقال : إذا نزلت فانزل قريبا مني فإني أتسار إلى صهيله . ففقده ليلة فسأل عنه فقال : يا رسول الله إنا خصيناه، فقال : مثلت به يقولها ثلاثا الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة أعرافها أدفاؤها وأذنابها مذابها التمسوا نسلها وباهوا بصهيلها المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة عن مكحول قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جز أذناب الخيل وأعرافها ونواصيها وقال : أما أذنابها فمذابها وأما أعرافها فأدفاؤها [ ص: 180 ] وأما نواصيها ففيها الخير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تهلبوا أذناب الخيل، ولا تجزوا أعرافها ونواصيها؛ فإن البركة في نواصيها، ودفاؤها في أعرافها، وأذنابها مذابها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود عن عتبة بن عبد الله السلمي، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها؛ فأما أذنابها مذابها، ومعارفها أدفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن أبي عبد الله واقد، أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام إلى فرسه فمسح وجهه بكم قميصه، فقالوا : يا رسول الله، أبقميصك؟ قال : إن جبريل عاتبني في الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود في "المراسيل" عن نعيم بن أبي هند، أن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 181 ] أتي بفرس، فقام إليه يمسح وجهه وعينيه ومنخريه بكم قميصه . فقيل : يا رسول الله، تمسح بكم قميصك؟! قال : إن جبريل عاتبني في الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة من طريق يحيى بن سعيد عن شيخ من الأنصار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح بطرف ردائه وجه فرسه وقال : إني عوتبت الليلة في إذالة الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة عن عبد الله بن دينار قال : مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه فرسه بثوبه وقال : إن جبريل بات الليلة يعاتبني في إذالة الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود في "المراسيل" عن الوضين بن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود في "المراسيل" عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكرموا الخيل وجللوها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 182 ] وأخرج الحسن بن عرفة عن عمرو بن قيس السكوني، أن عمر بن عبد العزيز نهى عن ركض الفرس إلا بحقه . وأخرج الحسن بن عرفة عن مجاهد قال : أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسانا ضرب وجه فرسه ولعنه، فقال : هذه مع تلك لتمسنك النار إلا أن تقاتل عليه في سبيل الله . فجعل الرجل يقاتل عليه ويحمل، إلى أن كبر وضعف وجعل يقول : اشهدوا اشهدوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نصر يوسف بن عمر القاضي في "سننه" عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في عين الفرس ربع ثمنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج محمد بن يعقوب الجيلي في كتاب "الفروسية" عن أبي هريرة قال : ما من ليلة إلا ينزل ملك من السماء يحس عن دواب الغزاة الكلال إلا دابة في عنقها جرس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد، وأبو داود ، والنسائي ، عن أبي وهب الجشمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها وأكفالها، وقلدوها ولا [ ص: 183 ] تقلدوها الأوتار، وعليكم بكل كميت أغر محجل، وأشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود ، والترمذي وحسنه، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يمن الخيل في شقرها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الواقدي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير الخيل الشقر، وإلا فالأدهم أغر محجل ثلاث، طليق اليمنى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة عن الشعبي في حديث رفعه، أنه قال : التمسوا الحوائج على الفرس الكميت الأرثم، المحجل الثلاث، المطلق اليد اليمنى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحسن بن عرفة عن موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه قال : [ ص: 184 ] جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أريد أن أبتاع فرسا . فقال له رسول الله : عليك به كميتا أو أدهم، أقرح أرثم، محجل ثلاث، طليق اليمنى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيدة، وابن أبي شيبة ، عن عطاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن خير الخيل الحو .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عرفة عن نافع بن جبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اليمن في الخيل في كل أحوى أحم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، والترمذي وصححه، وابن ماجه والحاكم وصححه، عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خير الخيل الأدهم الأقرح، المحجل الأرثم، طلق اليد اليمنى، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه [ ص: 185 ] الشية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني والحاكم وصححه، عن عقبة بن عامر، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أدهم أغر محجلا، مطلق اليمنى، فإنك تغنم وتسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية