الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      باب الوضوء بالثلج

                                                                                                      60 أخبرنا علي بن حجر قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة سكت هنيهة فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      60 ( سكت [ ص: 51 ] هنيهة ) أي ما قل من الزمان ، وهو تصغير هنة ، ويقال هنية أيضا ( اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد ) قال النووي استعارة للمبالغة في الطهارة من الذنوب ، وقال الكرماني [ ص: 52 ] فإن قلت العادة أنه إذا أريد المبالغة في الغسل أن يغسل بالماء الحار لا البارد لا سيما الثلج ونحوه قلت قال الخطابي هذه أمثال لم يرد بها أعيان المسميات ، وإنما أريد بها التوكيد في التطهير من الخطايا ، والمبالغة في محوها عنه ، والثلج والبرد ماءان مقصوران على الطهارة لم تمسهما الأيدي ، ولم يمتهنهما استعمال ، وكان ضرب المثل بهما آكد في بيان ما أراده من التطهير ، قال الكرماني ويحتمل أنه جعل الخطايا بمنزلة نار جهنم ؛ لأنها مؤدية إليها ، فعبر عن إطفاء حرارتها بالغسل تأكيدا في الإطفاء وبالغ فيه باستعمال المبردات ، والبرد بفتح الراء حب الغمام




                                                                                                      الخدمات العلمية