الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      118- وقال: (ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا) فـ "إن" مكسورة على الابتداء إذ قال: (ولو ترى) . وقال بعضهم

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 165 ] : (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا) يقول: "ولو يرون أن القوة لله" أي: "لو يعلمون" لأنهم لم يكونوا علموا قدر ما يعاينون من العذاب، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا قال: (ولو ترى) فإنما يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم ولو كسر "إن" إذا قال: (ولو يرى الذين ظلموا) على الابتداء جاز لو يرى لو يعلم. وقد تكون [لو] في معنى لا يحتاج معها إلى شيء تقول للرجل: "أما والله لو تعلم" و"لو يعلم" قال الشاعر: [ عبيد بن الأبرص ]:


                                                                                                                                                                                                                      (137) إن يكن طبك الدلال فلو في سالف الدهر والسنين الخوالي

                                                                                                                                                                                                                      فهذا ليس له جواب إلا في المعنى. وقال: [ عبيد بن الأبرص ]:


                                                                                                                                                                                                                      (138) فبحظ مما تعيش ولا تذ     هب بك الترهات في الأهوال

                                                                                                                                                                                                                      فأضمر "فعيشي". وقال بعضهم: (ولو ترى) وفتح: (أن) على: (ترى) وليس ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم، ولكن أراد [أن] يعلم ذلك الناس كما قال: (أم يقولون افتراه) ليخبر الناس عن جهلهم وكما قال: (ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض) .

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية