الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              قوله سبحانه وتعالى : { قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون } .

                                                                                                                                                                                                              فيها خمس مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : في الخبيث : وفيه قولان : أحدهما : الكافر . والثاني : الحرام .

                                                                                                                                                                                                              وأما الطيب وهي : [ المسألة الثانية ] :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : [ الطيب ] : وفيه أيضا قولان : أحدهما : المؤمن . الثاني : الحلال . [ ص: 211 ]

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : قوله تعالى : { ولو أعجبك كثرة الخبيث } : وفي معناه قولان : أحدهما : أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعجبه الكفار ولا الحرام ، وإنما يعجب ذلك الناس .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن المراد به النبي صلى الله عليه وسلم وإعجابا به له أنه صار عنده عجبا مما يشاهد من كثرة الكفار ، والمال الحرام ، وقلة المؤمنين ، وقلة المال الحلال . وقد سبق علم الله تعالى وحكمه بذلك .

                                                                                                                                                                                                              والدليل عليه الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم : { يقول الله تعالى يوم القيامة : يا آدم ، ابعث بعث النار ، فيقول : يا رب : وما بعث النار ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون للنار وواحد للجنة } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية