الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 97 ] وقل اعملوا ما شئتم . فسيرى الله عملكم فإنه لا يخفى عليه خيرا كان أو شرا . ورسوله والمؤمنون فإنه تعالى لا يخفى عنهم كما رأيتم وتبين لكم . وستردون إلى عالم الغيب والشهادة بالموت . فينبئكم بما كنتم تعملون بالمجازاة عليه .

                                                                                                                                                                                                                                        وآخرون من المتخلفين . مرجون مؤخرون أي موقوف أمرهم من أرجأته إذا أخرته . وقرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص مرجون بالواو وهما لغتان . لأمر الله في شأنهم . إما يعذبهم إن أصروا على النفاق . وإما يتوب عليهم إن تابوا والترديد للعباد ، وفيه دليل على أن كلا الأمرين بإرادة الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                        والله عليم بأحوالهم . حكيم فيما يفعل بهم . وقرئ « والله غفور رحيم » ، والمراد بهؤلاء كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن لا يسلموا عليهم ولا يكلموهم ، فلما رأوا ذلك أخلصوا نياتهم وفوضوا أمرهم إلى الله فرحمهم الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية