الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله عز وجل:

وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين

المعنى: واذكر إسماعيل ، وهو إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وهو أبو العرب المعروفين اليوم في قول بعضهم، وإدريس هو خنوخ ، وهو أول نبي بعث الله من بني آدم، وروي أنه كان خياطا يسبح الله عند إدخال الإبرة ويحمده عند إخراجها، وذو الكفل كان نبيا، وروي أنه بعث إلى رجل واحد، وقيل: لم يكن نبيا [ ص: 193 ] ولكنه كان عبدا صالحا، وروي أن " أليسع " جمع بني إسرائيل فقال: من يتكفل لي بصيام النهار وقيام الليل وألا يغضب وأوليه النظر للعباد بعدي؟ فقام إليه شاب فقال: أنا لك بذلك، فراجعه ثلاثا في ذلك يقول: أنا لك بذلك، فاستعمله، فلما مات " أليسع " قام بالأمر فجاء إبليس ليغضبه - وكان لا ينام إلا في القائلة - فكان يأتيه وقت القائلة أياما فيوقظه ويشتكي ظلامته ويقصد تضييق صدره، فلم يضق به صدرا، ومضى معه لينصفه بنفسه، فلما رأى إبليس ذلك أبلس عنه، وكفاه الله شره، فسمي " ذا الكفل " لأنه تكفل بأمر فوفى به، وباقي الآية بين.

التالي السابق


الخدمات العلمية