الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب المصلي يناجي ربه عز وجل

                                                                                                                                                                                                        508 حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه فلا يتفلن عن يمينه ولكن تحت قدمه اليسرى وقال سعيد عن قتادة لا يتفل قدامه أو بين يديه ولكن عن يساره أو تحت قدميه وقال شعبة لا يبزق بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه وقال حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبزق في القبلة ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه [ ص: 19 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 19 ] قوله ( باب المصلي يناجي ربه ) تقدم الكلام على حديث هذا الباب في أبواب المساجد ، ومناسبة هذه الترجمة لما قبلها من جهة أن الأحاديث السابقة دلت على مدح من أوقع الصلاة في وقتها وذم من أخرجها عن وقتها ، ومناجاة الرب جل جلاله أرفع درجات العبد ، فأشار المصنف بإيراد ذلك إلى الترغيب في المحافظة على الفرائض في أوقاتها لتحصيل هذه المنزلة السنية التي يخشى فواتها على من قصر في ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( حدثنا هشام ) هو ابن أبي عبد الله الدستوائي .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( وقال سعيد ) أي ابن أبي عروبة عن قتادة ) أي بالإسناد المذكور ، وطريقه موصولة عند الإمام أحمد وابن حبان . وقوله فيها " قدامه أو بين يديه " شك من الراوي .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( وقال شعبة ) أي عن قتادة بالإسناد أيضا ، وطريقه موصولة عند المصنف فيما تقدم عن آدم عنه ، وتقدم أيضا في " باب حك المخاط من المسجد " عن حفص بن عمر عن شعبة ، وأراد بهذين التعليقين بيان اختلاف ألفاظ أصحاب قتادة عنه في رواية هذا الحديث ، ورواية شعبة أتم الروايات ، لكن ليس فيها المناجاة . وقال الكرماني : ليس هذا التعليق موقوفا على قتادة ولا على شعبة ، يعني بل هي مرفوعة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال : ويحتمل الدخول تحت الإسناد السابق بأن يكون معناه مثلا : حدثنا مسلم حدثنا هشام وحدثنا مسلم قال : قال سعيد ، وحدثنا مسلم قال : قال شعبة . انتهى . وهو احتمال ضعيف بالنسبة لشعبة ، فإن مسلم بن إبراهيم سمع منه ، وباطل بالنسبة لسعيد فإنه لا رواية له عنه ، والذي ذكرته هو المعتمد . وكذا طريق حميد وصلها المؤلف في أول أبواب المساجد من طريق إسماعيل بن جعفر عنه ، لكن ليس فيها قوله " ولا عن يمينه " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية