الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5983 [ ص: 265 ] 25 – باب: الدعاء مستقبل القبلة

                                                                                                                                                                                                                              6343 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه. [انظر: 1005 - مسلم: 894 - فتح: 11 \

                                                                                                                                                                                                                              144]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              وساق حديث عبد الله بن زيد: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه.

                                                                                                                                                                                                                              واعترض الإسماعيلي فقال: هذا الحديث في الباب قبله أدخل مما هنا، ولعل أبا عبد الله أراد أنه كما استقبل القبلة وقلب رداءه دعا حينئذ وليس كذلك، قلت: بلى. وقد روى البخاري في باب الاستسقاء في التحويل والجهر، وقال فيهما: فاستقبل القبلة يدعو ثم حول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما.

                                                                                                                                                                                                                              قلت: والدعاء حسن كيفما تيسر وبكل حال; ألا ترى قوله تعالى: الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم [آل عمران: 191]. فمدحهم الله ولم يشترط في ذلك حالة دون حالة، ولذلك دعا - عليه السلام - في الحديث الأول في خطبته يوم الجمعة، وهو غير مستقبل القبلة، وفي الاستسقاء استقبلها.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              في ألفاظ وقعت في الحديث في الباب الأول لا بأس أن ننبه عليها: قوله: (فتغيمت السماء) الغيم: السحاب، يقال: غامت السماء وأغامت وأغيمت وتغيمت بمعنى.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 266 ] وقوله: (يسقينا) تقرأ بضم الياء ويجوز فتحها سقى وأسقى بمعنى، وقيل بالفرق كما سلف في موضعه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (ومطرنا) أي: رحمنا، قال الهروي: وكذا أمطرنا هذا قول أهل اللغة، وفي التفسير: أمطر في العذاب ومطرنا في الرحمة. وفي "الصحاح": وقد مطرنا وناس يقولون: مطرت السماء وأمطرت بمعنى. وكذا في كتاب ابن فارس: مطرنا وغرقنا بكسر الراء وقرئ: (ليغرق أهلها) بفتح الياء والراء.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: حجة على أبي حنيفة في التحويل وعند الشافعي: ينكسه أيضا خلافا لمالك، وقال ابن الجلاب: هو بالخيار. وعلل بالتفاؤل بالانتقال من حال إلى حال. وأنكره بعضهم وألزم بتحويل الخاتم وغيره مما يسرع تحويله.

                                                                                                                                                                                                                              فرع:

                                                                                                                                                                                                                              إذا تحول الإمام تحول الناس وفاقا لمالك، وقال ابن عبد الحكم: يحول الإمام وحده. وكل هذا سلف مبسوطا، وأعدناه لبعده.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية