الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة : وهم بعض المفسرين في هذه الآية في ثلاثة فصول :

                                                                                                                                                                                                              الأول : قال : إن قوله : { لا تسألوا } إلى قوله : { تسؤكم } سؤال عما لا يعني ، وليس كذلك ; بل هو سؤال عما يضر ويسوء ، ففرق بين أن يكون النهي عن شيء يضر . وبين أن يكون عما لا يعني . وهذا بين .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 216 ] الثاني : قال : قوله : { وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم } يعني : وإن تسألوا عن غيرها ; لأنه نهاهم فكيف ينهاهم ويقول : إنه يبين لهم إن سألوه عنها .

                                                                                                                                                                                                              وهذا استبعاد محض عار عن البرهان ; وأي فرق أو أي استحالة في أن يقال : لا تسأل ، فإنك إن سألت يبين لك ما يسوءك ، فالسكوت عنه أولى بك ، وإن الله تعالى قد عفا عنها لك . الثالث : قوله : { قد سألها قوم من قبلكم } : قال : فهذا السؤال لغير الشيء ، والأول والثاني هو سؤال عن غير الشيء ، وهذا كلام فاتر ، مع أنه قد تقدم ضده حين قال : إن السؤال الثاني هو سؤال عن الشيء ، وفيما قدمناه بلاغ في الآية ، والله عز وجل أعلم ، وبه التوفيق .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية