الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3366 66 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا، ولا متفحشا، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبدان هو عبد الله بن عثمان المروزي، وأبو حمزة بالحاء المهملة، والزاي اسمه محمد بن ميمون السكري المروزي، والأعمش سليمان، وأبو وائل شقيق بن سلمة، ومسروق بن بالأجدع.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأدب، عن حفص بن عمر، وعن قتيبة، وعن عمر بن حفص، وأخرج حديث حفص بن عمر في مناقب عبد الله بن [ ص: 112 ] مسعود. وأخرجه مسلم في الفضائل، عن زهير بن حرب، وعثمان بن أبي شيبة، وعن أبي بكر بن أبي شيبة، وعن محمد بن عبد الله بن نمير، وعن أبي سعيد الأشج. وأخرجه الترمذي في البر، عن محمود بن غيلان.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا " من الفحش، وأصله الزيادة بالخروج عن الحد. قوله: " ولا متفحشا "، أي: ولا متكلفا في الفحش، حاصله أنه لم يكن الفحش له لا جبليا ولا كسبيا، وروى الترمذي من طريق أبي عبد الله الجدلي قال: سألت عائشة رضي الله تعالى عنها، عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا سخابا في الأسواق، ولا يجزئ بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح. قوله: " أحسنكم أخلاقا ". وفي رواية مسلم: أحاسنكم. وحسن الخلق اختيار الفضائل فيه وترك الرذائل، وهو صفة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والأولياء رضي الله تعالى عنهم، وعند مسلم من حديث عائشة: كان خلقه القرآن يغضب لغضبه، ويرضى لرضاه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية