الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 90 ] حمزة بن حبيب ( م ، 4 )

                                                                                      ابن عمارة بن إسماعيل ، الإمام القدوة ، شيخ القراءة أبو عمارة التيمي ، مولاهم الكوفي الزيات ، مولى عكرمة بن ربعي . تلا عليه حمران بن أعين ، والأعمش ، وابن أبي ليلى ، وطائفة .

                                                                                      وحدث عن : عدي بن ثابت ، والحكم ، وعمرو بن مرة ، وحبيب بن أبي ثابت ، وطلحة بن مصرف ، ومنصور ، وعدة . ولم أجد له شيئا عن الشعبي .

                                                                                      وعنه أخذ القرآن عدد كثير : كسليم بن عيسى ، والكسائي ، وعابد بن أبي عابد ، والحسن بن عطية ، وعبد الله بن صالح العجلي .

                                                                                      وحدث عنه : الثوري ، وشريك ، وجرير ، وابن فضيل ، ويحيى بن آدم ، وبكر بن بكار ، وحسين الجعفي ، وقبيصة ، وخلق . وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ، ثم يجلب منها الجبن والجوز ، وكان إماما قيما لكتاب الله ، قانتا لله ، ثخين الورع ، رفيع الذكر ، عالما بالحديث والفرائض . أصله فارسي .

                                                                                      قال الثوري : ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر .

                                                                                      قال أسود بن سالم : سألت الكسائي عن الهمز والإدغام ، ألكم فيه [ ص: 91 ] إمام ؟ . قال : نعم ، حمزة كان يهمز ويكسر ، وهو إمام ، لو رأيته لقرت عينك من نسكه .

                                                                                      قال حسين الجعفي : ربما عطش حمزة ، فلا يستسقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه .

                                                                                      قال ابن فضيل : ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة . وكان شعيب بن حرب يقول لأصحاب الحديث : ألا تسألوني عن الدر ؟ قراءة حمزة .

                                                                                      قلت : كره طائفة من العلماء قراءة حمزة لما فيها من السكت ، وفرط المد ، واتباع الرسم والإضجاع وأشياء ، ثم استقر اليوم الاتفاق على قبولها ، وبعض كان حمزة لا يراه .

                                                                                      بلغنا أن رجلا قال له : يا أبا عمارة ، رأيت رجلا من أصحابك ، همز حتى انقطع زره . فقال : لم آمرهم بهذا كله .

                                                                                      وعنه قال : إن لهذا التحقيق حدا ينتهي إليه ، ثم يكون قبيحا . وعنه : إنما الهمزة رياضة ، فإذا حسنها ، سلها . [ ص: 92 ]

                                                                                      روى أحمد بن زهير ، عن يحيى بن معين قال : حمزة ثقة ، وقال النسائي وغيره : ليس به بأس . وقال الساجي : صدوق ، سيئ الحفظ . وقيل : إن الأعمش رأى حمزة الزيات مقبلا فقال : وبشر المخبتين

                                                                                      قد سقت أخبار الإمام حمزة في " طبقات القراء " . وفي " التاريخ الكبير " ، بأطول من هذا ، وحديثه لا ينحط عن رتبة الحسن .

                                                                                      توفي سنة ثمان وخمسين ومائة وله ثمان وسبعون سنة فيما بلغنا . والصحيح : وفاته في سنة ست وخمسين ومائة - رحمه الله ، ظهر له نحو من ثمانين حديثا ، وكان من الأئمة العاملين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية