الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ثابت بن حزم

                                                                                      ابن عبد الرحمن بن مطرف ، العلامة الإمام الحافظ أبو القاسم السرقسطي الأندلسي اللغوي ، صاحب كتاب : " الدلائل " .

                                                                                      أخذ عن : محمد بن وضاح ، ومحمد بن عبد السلام الخشني ، وفي الرحلة عن النسائي ، وأبي بكر البزار ، ومحمد بن علي الجوهري الصائغ ، وعدة .

                                                                                      قال ابن الفرضي : كان عالما ، مفتيا ، بصيرا بالحديث ، والنحو ، واللغة ، والغريب ، والشعر . إلى أن قال : توفي في رمضان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وله مصنفات مفيدة . وقد ولي قضاء سرقسطة .

                                                                                      [ ص: 563 ] وكان ولده من الأذكياء المعدودين ، مات بعد الثلاثمائة شابا ، وهو : قاسم بن ثابت .

                                                                                      وقال أبو سعيد بن يونس : مات ثابت في سنة أربع عشرة وثلاثمائة .

                                                                                      قال أبو الربيع بن سالم : ومن تآليف بلادنا كتاب : " الدلائل " في الغريب ، مما لم يذكره أبو عبيد ، ولا ابن قتيبة لقاسم بن ثابت السرقسطي ، احتفل في تأليفه ، ومات قبل إكماله ، فأكمله أبوه . وكان سماعهما واحدا ، ورحلتهما واحدة ، سمعته من ابن حبيش قال : حدثنا به جعفر بن محمد بن مكي ، حدثنا ابن سراج ، عن يونس بن عبد الله القاضي ، عن العباس بن عمر الصقلي ، عن ثابت بن قاسم بن ثابت ، عن جده قراءة ، وعن ابنه إجازة ، وهذا عكس المعهود .

                                                                                      ومات أبوه نحو سنة اثنتين وثلاثمائة ، وذكروا أنه عرض قضاء بلده عليه فأباه ، فأراد أبوه الحمل عليه في ذلك ، فسأله إنظاره ثلاثا ، فتوفي فيها ، فكانوا يرون أنه دعا على نفسه بالموت ، وكان معروفا بإجابة الدعوة . وكتب أبو علي القالي هذا الكتاب ، وكان يقول : لم يوضع بالأندلس مثله .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية