الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 75 ] نفطويه

                                                                                      الإمام الحافظ النحوي العلامة الأخباري أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان ، العتكي الأزدي الواسطي ، المشهور بنفطويه صاحب التصانيف .

                                                                                      سكن بغداد ، وحدث عن : إسحاق بن وهب العلاف ، وشعيب بن أيوب الصريفيني ، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وداود بن علي ، وعدة . وأخذ العربية عن محمد بن الجهم ، وثعلب والمبرد ، وتفقه على داود .

                                                                                      حدث عنه : المعافى بن زكريا ، وأبو بكر بن شاذان ، وأبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن المقرئ ، وآخرون .

                                                                                      ولد سنة أربع وأربعين ومائتين .

                                                                                      [ ص: 76 ] وكان متضلعا من العلوم ، ينكر الاشتقاق ويحيله ومن محفوظه نقائض جرير والفرزدق ، وشعر ذي الرمة خلط نحو الكوفيين بنحو البصريين ، وصار رأسا في رأي أهل الظاهر .

                                                                                      وكان ذا سنة ودين وفتوة ومروءة ، وحسن خلق ، وكيس ، وله نظم ونثر .

                                                                                      صنف " غريب القرآن " و " كتاب المقنع " في النحو و " كتاب البارع " و " تاريخ الخلفاء " في مجلدين وأشياء .

                                                                                      مات في صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة .

                                                                                      وكان محمد بن زيد الواسطي المتكلم يؤذيه ، وهجاه ، فقال :

                                                                                      من سره أن لا يرى فاسقا فليجتنب من أن يرى نفطويه     أحرقه الله بنصف اسمه
                                                                                      وصير الباقي صراخا عليه

                                                                                      وقال أيضا : من أراد أن يتناهى في الجهل فليعرف الكلام على مذهب الناشئ والفقه على مذهب داود ، والنحو على مذهب [ ص: 77 ] سيبويه . ثم يقول : وقد جمع هذه المذاهب نفطويه ، فإليه المنتهى .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية