الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن سالم

                                                                                      أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن أحمد بن محمد بن سالم البصري الزاهد شيخ الصوفية السالمية وابن شيخهم . عمر دهرا ، وكان أبوه من تلامذة سهل بن عبد الله التستري . ولحق هو - وهو حدث - سهلا ، وحفظ عنه .

                                                                                      أدركه أبو سعيد النقاش ، ورآه أبو نعيم الحافظ ، وما كتب عنه شيئا .

                                                                                      وروى عنه أبو طالب صاحب القوت ، وأبو بكر بن شاذان الرازي ، وأبو مسلم محمد بن علي بن عوف البرجي الأصبهاني ، وأبو نصر عبد الله بن علي الطوسي ، ومنصور بن عبيد الله الصوفي ، وآخرون .

                                                                                      قال السلمي في " تاريخ الصوفية " : محمد بن أحمد بن سالم ، أبو عبد الله البصري ، ولد أبي الحسن بن سالم ، روى كلام سهل وهو من [ ص: 273 ] كبار أصحابه وله أصحاب يسمون السالمية ، هجرهم الناس لألفاظ هجنة أطلقوها وذكروها .

                                                                                      وقال أبو نعيم في " الحلية " : ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم البصري صاحب سهل التستري وحافظ كلامه ، أدركناه ، وله أصحاب .

                                                                                      وقال أبو بكر الرازي : سمعت ابن سالم يقول : سمعت سهل بن عبد الله يقول : لا يستقيم قلب عبد حتى يقطع كل حيلة وكل سبب غير الله . وقال : قال سهل : ما اطلع الله على قلب فرأى فيه هم الدنيا إلا مقته ، والمقت أن يتركه ونفسه .

                                                                                      قال أبو نصر الطوسي : سألت ابن سالم عن الوجل ، فقال : انتصاب القلب بين يدي الله ، فسألته عن العجب فقال : أن تستحسن عملك ، وترى طاعتك ، فقلت : يتهيأ أن لا يستحسن صلاته وصومه . قال : إذا علم تقصيره فيها والآفات التي تدخلها .

                                                                                      قلت : للسالمية بدعة لا أتذكرها الساعة ، قد تفضي إلى حلول خاص وذلك في " القوت " .

                                                                                      ومات ابن سالم وقد قارب التسعين ، سنة بضع وخمسين وثلاثمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية