سلوفاكيا أو الجمهورية السلوفاكية هي جمهورية في وسط أوروبا يحدها من الشمال الغربي جمهورية التشيك، ومن الشمال بولندة، ومن الشرق أوكرانيا، ومن الجنوب المجر، ومن الجنوب الغربي النمسا.
براتيسلافا هي عاصمة سلوفاكيا وأكبر مدنها، تقع على نهر الدانوب على الحدود مع المجر والنمسا، وهي غير بعيدة نسبياً عن الحدود مع جمهورية التشيك.
في عام 1938م تم تقسيم تشيكوسلوفاكيا وَفْقَ معاهدة ميونخ إلى تشيكيا التي منحتها بريطانيا لهتلر، وسلوفاكيا جمهوريةً مستقلةً محكومةً من قِبَل نظام موالٍ لألمانيا النازية.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعيد توحيد تشيكوسلوفاكيا لكن سرعان ما أصبحت عرضة لضغوط الاتحاد السوفييتي (سابقاً) الذي تمكَّن من فرض الحكم الشيوعي خلال انتخابات عام 1948م ليضمها نهائياً إلى المعسكر الاشتراكي ولتصبح عضواً في حلف وارسو.
استمرت عزلة تشيكوسلوفاكيا وخضوعها لسيطرة الاتحاد السوفييتي السابق حتى عام 1989م؛ حيث انتهى حكم النظام الشيوعي خلال تغيير سلمي عُرِف بالثورة المخملية، وكان أيضاً نهاية لتشيكوسلوفاكيا بحد ذاتها وانقسامها إلى جمهورية سلوفاكيا وجمهورية التشيك في 1 يناير 1993م. يبلغ عدد سكان سلوفاكيا خمسة ملايين نسمة.
التقسيم العرقي:
8. 83 % سلوفاك، 7. 9 % هنغاريون، 7. 1 % رومان، 1 % روس، 8. 1 % آخرون.
الأديان: 9. 86 % رومان كاثوليك، 8. 10 % بروتستانت، 1. 4 % كاثوليك، 2. 3 % آخرون، 31 % بدون – أقل من نصف بالمائة % مسلمون.
دخل الإسلام سلوفاكيا عبر الفتح التركي الذي استمر أكثر من (150) عاماً، غير أنه لم يفلح في تحقيق نتائج جيدة في سلوفاكيا بالمقارنة بما حدث مع دول أوروبية أخرى.
الوجود الإسلامي في سلوفاكيا:
وعن طريق بعض الدعاة القادمين من المجر المجاورة، وكذلك عبر الوجود الطلابي المكثف للطلاب المسلمين في الجامعات التشيكية إبَّان الاتحاد مع سلوفاكيا، ساهم هذا الوجود في وضع أساس الوجود الإسلامي في سلوفاكيا، كما لعبت الزيجات المتبادلة بين المسلمين والسلوفاك دوراً مهماً في انتشار الإسلام، كما كان لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م تأثير كبير على أوضاع المسلمين في جمهورية سلوفاكيا؛ إذ سعى المسلمون إلى محو الصورة السلبية عنهم التي استقرت لدى الرأي العام في سلوفاكيا.
وقد تحرك عشرات من شباب ونشطاء الحركة الإسلامية في سلوفاكيا تحركات نشطة عبر المؤسسة الإسلامية في يراتيسلافا، والاتحاد العام للطلبة المسلمين، والمسجد الموجود في العاصمة لانتزاع اعتراف رسمي من الدولة بالإسلام ديناً رسمياً بالبلاد، وهو ما يترتب عليه حصول المسلمين على جميع حقوقهم، لكن ذلك لم يحصل.
أحوال المسلمين في سلوفاكيا:
إن غياب الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي وقف حائلاً دون إنشاء مساجد جديدة أو مراكز إسلامية لخدمته في ظل تداعي أحوال المسجد الوحيد الموجود في العاصمة يراتيسلافا، فضلاً عن أن هناك رفضاً شديداً لوجودهم في سلوفاكيا، تأثراً بالحملات القوية التي شُنَّت ضد المسلمين، بعد أحداث 11 سبتمبر.
وقد لعب هذا التوجُّس من الوجود الإسلامي دوراً مهماً في رفض طلب الجالية المسلمة في سلوفاكيا بناء مركز إسلامي، على الرغم من امتلاكها لقطعة أرض تزيد مساحتها على ألف متر، وساقت الجهات الإدارية حججاً واهية لتسويغ موقفها غير المنطقي.
وزاد من تعقيد وضع المسلمين في سلوفاكيا عدم وجود هيئة إسلامية تشرف على شؤون المسلمين، وتسعى لحل مشاكلهم أمام سلطات الدولة الرسمية. ومع هذا حاول المسلمون تحويل مسجد براتسلافا (المتواضع) إلى هيئة تتحدث باسم المسلمين، حتى لو كانت غير رسمية.
ولا تقف مأساة مسلمي سلوفاكيا عند هذا الحد؛ بل إن الطين يزداد بِلَّة عندما يصطدم المسلمون في سلوفاكيا بوجود معارضة شعبية مناهضة لوجودهم؛ إذ لا يحمل السلوفاك ذكريات طيبة عن الوجود العثماني في البلاد، والذي استمر أكثر من (150) عاماً لم ينجح خلالها في أسلمة قطاع كبير من البلاد، كما حدث في البانيا والبوسنة ومقدونيا ورومانيا والمجر وغيرها من البلدان؛ وذلك بسبب التعصب الشديد من قِبَل الشعب السلوفاكي لهويته النصرانية؛ سواء الكاثوليكية أو الأرثودكسية.
وتواصلت جهود مثقفين مسلمين لإيجاد نوع من الصحوة الإسلامية عن طريق ترجمة كثير من الكتب الإسلامية من اللغة العربية واللغات الأوروبية إلى السلوفاكية، وحرص المسلمون كذلك على إقامة معارض إسلامية تهدف إلى التعريف بالإسلام والرد على أسئلة واستفسارات السلوفاكيين وقام أحد المسلمين السلوفاك من أصل سوري بترجمة معاني القرآن للغة السلوفاكية.
كما تحاول عدد من المنظمات والجمعيات الإسلامية دعم نشاط الأقلية المسلمة، وتقـديم العـون لأبنـائها، ومـن بين تلـك المنظمات جمعية الوقف الإسلامي والاتحاد العام للطلبة المسلمين؛ إذ يعملون على تحسـين ثقافتهـم الدينيـة وتنميـة وعيهـم بقضـايا الأمـة الإسلامية وتبصـيرهم بالأسـاليب المناسبة لتحسين صورة الإسلام و عرضه بصورة صحيحة.