يزيد التعداد السكاني لـ "تايلاند" على خمس وأربعين مليون نسمة، يَدين أكثرهم بالبوذية الهندية، وتتراوح نسبة المسلمين هناك ما بين 10 - 15 % من إجمالي عدد السكان. وترجع أصول معظمهم إلى منطقة "فطاني" التي عُرفَت تاريخياً بأنها كانت مملكة إسلامية مستقلة على الحدود الجنوبية لمملكة سيام التي تغير اسمها إلى تايلاند في منتصف القرن الماضي. وقد سعى المسلمون هناك إلى استعادة مملكتهم طوال العقود الماضية.
وفطاني: هي المنطقة الواقعة بين ماليزيا وتايلاند، ويرجع أصل سـكانها إلى المجموعة الملايوية، ويتكلمون اللغة الملايوية ويكتبونها بأحرف عربية.
وتُحدد التقديرات السكانية عدد المسلمين في تايلاند بخمسة ملايين مسلم. وتبلغ نسبة المسلمين في فطاني أكثر من 80 % ويزيد عدد سكان "فطاني" عن 3.5 مليون نسمة. كما يعيش عدد كبير من المسلمين أيضاً في شمال تايلاند، وهم المسلمون من الأصل الصيني والبورمي. كما يعيش في وسط تايلاند المسلمون من الأصول الكمبودية والهندية والإندونيسية والعربية والإيرانية.
يذكر الفاكت بوك (موقع الاستخبارات الأمريكية) أن إجمالي عدد السكان حوالي 45 مليون نسمة، ونِسَب توزُّع الأديان كالآتي: البوذية: 94.6 %، والمسلمون: 4.6 %، والصينيون: 0.7 %، والآخرون: 1.0 %.
وتتوزع الأجناس كالآتي: التاي: 75 %، والصينيون: 14 %، والآخرون: 11 %.
أما اللغات فهي: التاي، الإنجليزية، لهجات قومية.
ويوجد في تايلاند حوالي 2500 مسجد ومصلى، ويوجد في بانكوك المركز الإسلامي الوحيد في تايلاند، ويوجد العديد من الجمعيات والهيئات الخيرية والمدارس الابتدائية الإسلامية. وبعض المدارس ملحقة بالمساجد، وهناك مدارس إسلامية صيفية.
وتتدخل الحكومة في الإشراف على التعليم الديني، وترغم المدارسَ الإسلامية على قبول غير المسلمين فيها وتفرض عليهم العلوم التايلاندية.
وتمت ترجمة معاني القرآن إلى لغة التاي، وفي جنوب تايلاند تُستخدَم التراجم الماليزية للكتب الإسلامية، كما طُبعَت نسخ عربية من القرآن الكريم في تايلاند، والحاجة ماسة لترجمة الكتب الإسلامية إلى لغة التاي.
وفي تايلاند جريدتان إسلاميتان شهريتان:
إحداهما: تصدرها رابطة العالم الإسلامي وتسمى (الرابطة).
والثانية: كانت تسمى الجهاد، وقد توقفت.
وتبرز تحديات عديدة ضد المسلمين في قطاني خاصة؛ حيث تحاول السلطات البوذية التايلاندية إضعاف شوكة المسلمين وإذابتهم في الكيان التايلاندي ومن هذه التحديات:
- تغيير أسماء المسلمين وتغير أسماء القرى والولايات وإلغاء حجاب المرأة.
- الهجرة إلى قطاني: حيث تهجِّر السلطات التايلانديين البوذيين إلى قطاني للحد من الأغلبية المسلمة.
- إضعاف اقتصاديات المناطق المسلمة: وذلك بتمليك أخصب الأراضي للبوذيين.
- محاربة التعليم الإسلامي: من خلال محاولة فرض اللغة التايلاندية في الدواوين الحكومية.
- الدس الرخيص في تزييف الكتب الإسلامية.
- تشجيع البعثات التنصيرية للعمل في البلاد.
وقد تعلقت آمال المسلمين في جنوب تايلاند بحكومة الانقلاب العسكري التي أزاحت "تاكسين شيناواترا" رئيس الوزراء الملياردير الطاغية في عام 2008م؛ حيث وعدت حكومة الانقلاب بتحسين أحوال المسلمين والنظر في مسألة الحكم الذاتي ووقف الاعتداءات من الأكثرية البوذية، وقد كان لبعض الأعضاء المسلمين في المجلس العسكري الحاكم دور في هذا التحول، واستبشر المسلمون عندما قدَّم رئيس الوزراء الجديد اعتذاراً رسمياً لهم عن بطش الحكومة السابقة بهم، وببدء في محادثات مع قادتهم بخصوص المطالب التي ينادون بها.
لكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً؛ حيث زادت حوادث القتل والاعتداء والبطش بالمسلمين من قِبَل الجيش والأقلية البوذية في الجنوب؛ فمنذ الانقلاب العسكري قُتِل أكثر من ألفي شخص معظمهم أطفال ونساء وشيوخ، وهو الأمر الذي دفع بعضهم إلى القول بأنه بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الانقلاب العسكري الذي تبنَّى قادته توجهاً مَرِناً مع الانفصاليين المسلمين، حان الوقت للتخلي عن هذا التوجه والعودة إلى سياسة البطش السابقة؛ وهو ما دفع ملكة تايلاند للتخلي عن حياديتها وتوجيهها نداءً للحكومة لحثِّهم على توفير الأمن للمدنيين العزل في الجنوب أو تسليحهم وتدريبهم للدفاع عن أنفسهم؛ ولكن هذا التوجه الذي يراه بعض الناس منطقياً وعادلاً ويستهدف وضع حلول عملية تساعد المدنيين العزل، لا يخلو من مخاطر، أهمها: أنه يكرس النزعات الطائفية بين الأغلبية المسلمة التي تسكن الجنوب والأقلية البوذية التي ترى نفسها مستهدَفة أيضاً من قِبَل الانفصاليين.
والأمر نفسه حدث بعد انقلاب واضطرابات عام 2010م حينما تعلقت آمال المسلمين ببعض شخصيات الانقلاب من العسكريين المسلمين ولكن خابت آمالهم.