مـــــــفاتيح القلوب

16/07/2014| إسلام ويب

الزواج ليس بيتاً صغيراً ينعزل فيه العروسان عن العالم، إنه ارتباط أسرتين، كما هو رباط بين فردين، وحتى ينجح هذا الارتباط؛ هناك عدة مفاتيح ومهارات إذا أتقنها كل عروسين .. ظللتهما الدعوات الصالحة من أهليهما، وأغلقا باباً واسعاً تتسلل منه الخلافات والمنغصات ، خبراء فنون التعامل وكسب الآخر يرشدون الأزواج والزوجات إلى هذه المهارات:

نسيان الإساءة : نسيان الإساءة من فضل الله على عباده، وهى نعمة رزقهم الله إياها، فعلى العروسين أن ينسيا أي إساءة، فينسى الإنسان إساءة المسيئين، وجفوة الجافين، ويسمو ليصل إلى أمرٍ أعظم من النسيان، وهو الصفح والغفران، ومن أراد راحة البال وحُسن العاقبة والمآل، فليحاول نسيان ما يلقاه من الآخرين، وليبدأ صفحة جديدة مع من قصروا في حقه.

المرونة والحكمة :أجواء الأسرة الجديدة غريبة عليكما، لذا يجب أن يكون التعامل مع أفراد الأسرة فيه ذكاء وفطنة؛ حتى لا تتوتر العلاقات وتنقطع، ولتحافظا دائماً على شعرة معاوية، كما تقول الحكمة: (لو كان بيني وبين خصومي مقدار شعرة، ما انقطعت أبداً، فإن هم شدّوا أرخيت، وإن هم أرخوا شددت).

فن (لا): إن قضاء حاجات الآخرين وتلبية مطالبهم، ومجاملتهم في المواقف والمناسبات، وحُسن ضيافتهم، كلها أمور مطلوبة، ولكن لكل شيء حدوداً لا ينبغي تجاوزها، وحتى لا تكلفي نفسك ما لا تطيقين؛ تعلَّمي فن الاعتذار وقول كلمة (لا)، ولكن بتأدب في قولها، فلا تقوليها وأنت غاضبة، أو بصوت مرتفع، أو منفرة، بل قوليها وأنت مبتسمة، وبأسلوب رقيق مؤدب، وأشعري من قلت له: (لا)، بأنك متألمة؛ لأنك لم تستطيعِ تلبية المطلوب.

الهدية : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (تهادوا؛ فإن الهدية تذهب حر الصدور) رواه الترمذى، فالهدية تؤلف القلوب، وتعمق أواصر المحبة والمودة بين الناس، وكلما كانت الهدية بلا مناسبة، ومما يرغب فيه المُهدى إليه ويحبه كانت أوقع، فاجعل الهدية رسول حب بينكما وبين أسرة كل منكما، جربا ولن تندما.

الآباء جسر إلى الأبناء : حماتك وحموك أقصر طريق إلى قلب زوجك والعكس، فالإنسان يعتبر إكرام والديه إكراماً له، وإهانتهما إهانة له، فإذا أراد كل زوج وفاقاً مع شريكه، فليحب أبويه ويحترمهما، ولا يتحدث عنهما بسوء ابداً حتى لا يدق مسامير في نعش الزواج.

نحلة لا ذبابة : تقف النحلة على الزهور لتمتص الرحيق وتخرج العسل، ولا تقف الذبابة إلا على القاذورات،وكأنها تتتبع زلات الناس وعوراتهم وتتصيد أخطاءهم،ولو أراد الإنسان إحصاء عيوب أيّ شخص لوجد العديد من الأخطاء، ولكن هذا ليس شيم الكرام والانشغال بعيوب النفس لإصلاحها وإعفائها من عقوبة الغيبة وتتبع العورات.

حفظ الأسرار : حفظ السر أهم ما يحقق الثقة بين الناس، وإفشاؤه يهدم جسور هذه الثقة، فليكن كل من الزوجين مستودع سر أسرة الآخر، خاصةً الأب والأم، فقد قال رسول الله إذا حدّث الرجل رجلاً بحديث ثم التفت فهو أمانة)، وجملة "السر في بئر" التي نرددها جميعاً من مفاتيح القلوب.

القناعة : ولماذا أنا ؟ تساؤل يجب ألا يردده الزوجان أبدًا، وهما يقارنان نفسيهما بالآخرين، فلماذا بيتي غرفتان، وبيت فلان ثلاثة؟ولماذا أركب "الحافلة” وسيارة فلان أحدث طرازًا؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تتردد في النفس، ولكن آثارها تبدو في التعامل مع الآخرين، وفى نظرات الحسد وعباراته التي تنطلق رغماً عن قائلها، القناعة مع الأخذ بأسباب الارتقاء بعيدًا عما لدى الآخرين سر من أسرار السعادة والوفاق .. جرباه.

ابتسامة النقد : بعض الناس يعتبرون أنفسهم آلهة لا يُراجَعون ولا يُنَقَدون - هؤلاء يخسرون الكثير في علاقاتهم الاجتماعية، وينفرون الناس منهم، والفطن هو من يعتبر النقد دفعة والمعارضة - مكسباً حتى لو صدرت عن نفس حاقدة.. المهم موضوع النقد والمعارضة، فقد يكون صاحبه محقاً، فابتسما في مواجهة النقد، ووسعا صدريكما له، فلا معصوم سوى النبي صلى الله عليه و سلم وملاطفة الحماة أو معارضة أخت الزوج - أو والد الزوجة ليست جرائم إلا إذا أراد الزوجان اعتبارها كذلك - وهما في هذه الحالة خاسران.

نقد السلوك لا نقد الشخص : شتان بين "أنت أخطأت" و"ما فعلته ليس مقبولاً"، فنقد السلوك لا الشخص فن ورسالة موجزة توصل معاني إيجابية للمنقود، أهمها: "إننى أحبك وأحترمك، ولا أرفضك، بل لي تحفظ على سلوك صدر منك"، فالآخرون يصبحون أفضل إن لم يشعروا برفض غيرهم لهم، ويجدون في إرشادهم إلى السلوك الصائب، بدلاً من صب نيران النقد الهدام على رؤوسهم، أفضل حافز للتغيير
 

www.islamweb.net