الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو الدواء الأفضل لعلاج الرهاب الاجتماعي؟

السؤال

أشكركم على إتاحة الفرصة للاستشارة، كما أعجبتني معظم الاستشارات الطبية في موقعكم، حيث إنها أقرب للصواب.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من رعشة اليدين منذ ست سنوات، ومنذ بدايتها سببت لي رهابا اجتماعيا، وظهرت علي جميع أعراض الرهاب، قرأت كثيرا عن الرهاب وعلاجه، حاولت بالعلاج السلوكي وعرضت نفسي لمواقف كثيرة ولكن بدون فائدة، حاولت مراجعة المستشفى لعلاج رعشة اليدين، ولكن مواعيد المستشفى بعيدة المدى تصل لستة أشهر، وقرأت من موضوعاتكم علاج الرعشة بالادرينال، ولكن لم أجد منه حبوبا في الصيدليات، وحالتي كالتالي:

- رعشة في اليدين شبه مستمرة، تخف كثيرا عند الاستيقاظ من النوم، وتزداد مع المجهود المضاعف والمواقف المحرجة، وفي يدي اليسرى الرعشة أقوى من اليمنى وبشكل ملحوظ.

- أعاني الخوف من التحدث أمام الناس أو إمامة الناس في الصلاة، أو تقديم القهوة والشاي أمام الناس، حيث تزيد رجفة يدي ويتضح ارتباكي.

- يلاحقني الرهاب الاجتماعي أينما كنت، حيث أني مقبل على مرحلة حياتية جديدة، وزواجي بعد ستة أشهر تقريبا، كما أنني لا أستطيع أن أفتح لي حسابا في البنك بسبب رعشة يدي.

لله الحمد صبرت على هذه الحالة كثيرا، حتى تخرجت من الجامعة بصعوبة، وأخاف أن تؤثر على مستقبلي الوظيفي والحياتي، أتمنى أن تفيدوني بالعلاج المناسب للرعشة مع الرهاب الاجتماعي، وبأدوية أستطيع الحصول عليها بدون وصفة طبية.

آسف على الإطالة، ولكم مني خالص الشكر، وفقكم الله جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الرهاب الاجتماعي هو أحد المخاوف المعروفة التي يعاني منها عدد ليس بالقليل من الناس، وتعتبر أسبابها غير معروفة بالكلية، لكن هنالك نظرية تتحدث عن المحور البيولوجي والمحور الاجتماعي والمحور النفسي، وهذا يعني أن العلاج أيضًا يجب أن يتبع هذه المحاور، فما دامت الأسباب قد تكون بيولوجية – بمعنى أنها ناتجة من تغيرات في كيمياء الدماغ – فهنا لابد أن نستعمل الأدوية، أما بالنسبة للجانب النفسي: فبما أن هذه المخاوف مخاوف مكتسبة تعالج من خلال أن يحقرها الإنسان، وأن يواجهها، وأن لا يعريها اهتمامًا أبدًا.

أما الجانب الاجتماعي فيتكون من الإكثار من التواصل الاجتماعي، المشاركات الاجتماعية الجماعية مثل ممارسة الرياضة الجماعية ككرة القدم وغيرها، وحضور حلقات تلاوة القرآن مثلاً، وحضور المناسبات الاجتماعية، والمحاضرات والدروس العلمية، الصلاة دائمًا في الصف الأول، هذا علاج نفسي سلوكي اجتماعي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الإندرال لا يعتبر هو العلاج الأفضل، إنما هو علاج مساعد وعلاج بسيط، أما الدور العلاجي الدوائي الرئيسي فيتم من خلال تناول الأدوية التي تعمل على تنظيم مادة السيروتونين، والتي يُعتقد أنها المادة التي ربما يكون حدوث اضطراب في توازنها وإفرازها هو السبب من وراء حدوث الرهاب الاجتماعي.

الدواء المفضل يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) وهو لا يتطلب أي وصفة طبية، ومتوفر في الصيدليات في المملكة. الجرعة تبدأ بخمسين مليجرامًا، تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، يمكن تناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة صباحًا وحبة مساءً، تستمر على هذه الجرعة لمدة خمسة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تجعلها حبة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

لابد من اتباع هذا النمط في العلاج، وهو أن تبدأ بالجرعة التمهيدية، ثم بالجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك بالجرعة الوقائية، ثم تنتهي بالتوقف التدريجي من الدواء، هذه هي الطريقة الصحيحة والطريقة التي تفيد كثيرًا.

الإندرال يعتبر دواءً داعمًا، وهو ليس موجودًا تحت هذا المسمى في كثير من الدول، لكن اسأل عنه تحت مسماه العلمي وهو (بروبرانلول)، تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما في الصباح لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن استعماله عند اللزوم.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وعليك بأن لا تكون في الصفوف الخلفية، كن دائمًا في الصفوف الأمامية، طور من مهاراتك الاجتماعية، وذلك من خلال أن تنظر إلى الناس في وجوههم، أن تبدأ بالسلام متى ما كان ذلك واجبًا، وأن ترد التحية بأحسن منها متى ما كان ذلك مطلوبًا، وتذكر أن تبسمك في وجه إخوانك صدقة... هذه مبادئ علاجية بسيطة لكنها مفيدة وفاعلة جدًّا.

تمارين الاسترخاء أيضًا من المتطلبات التي تفيد الناس كثيرًا في الشعور بالاسترخاء الداخلي وللطمأنينة، ولتطبيق هذه التمارين يمكنك أن تتصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيقها، وهناك طريقة مبسطة جدًّا تعرف طريقة جاكبسون، سوف تجد عنها معلومات كثيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً