الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي تنقل أسرار البيت للناس .. هل أعاقبها أم ماذا أفعل معها؟

السؤال

السلام عليكم

ابنتي عمرها 4 سنوات ونصف، كيف أعلمها أن لا تنقل الحديث أو المشاكل التي تحدث في البيت إلى الغرباء، أو حتى إلى الأقارب؟

حدث من قبل وأخبرت عمتها أن "بابا تشاجر مع ماما " أنا ووالدها نحاول عدم التشاجر أمامها، لكن في بعض يحصل ذلك أمامها.

أريد أن أعلمها أن تتعلم أن تكتم أسرار البيت، وكيف أتعامل معها إذا أحد أخبرني أن ابنتك قالت كذا وكذا هل أعاقبها أم لا؟

آسفة على الأخطاء في الكتابة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

طبعا من الصعب على طفلة في هذا العمر أن تفهم منطق عدم الحديث بشكل طبيعي عما يجري في عالمها في البيت إلى عالمها خارج البيت، فبالنسبة إليها كل الأمور متعلقة ببعضها وامتداد لها.

فهي ستنقل بعض الكلام وخاصة إذا كانت تخشى أن يحصل ما يسوء لأحد والديها أو لكليهما، فهي قد تتكلم من باب التفريغ العاطفي عما في نفسها، أو للتخفيف من القلق والخوف الذي عندها عندما ترى خلافا نشب بين والديها.

طبعا هذا لا يعني أن نتخذه مبررا لعدم تعليمها بعض آداب الحياة الاجتماعية، كموضوع نقل الكلام، وحفظ أسرار المجالس والناس.

ولكن من الطبيعي أن هذا التعليم لا يتم عن طريق التعنيف أو العقاب، فهذا قد يزيد قلقها، وكأن هناك سرّا كبيرا يُشعر هذه الفتاة بالمزيد من القلق، وبالتالي ستتحدث أكثر وتنقل المزيد من التقارير!

رويدا رويدا لنعلمها آداب الحديث، وأفضل طريقة في تعليم السلوك هو صرف الانتباه للسلوك، والعمل الإيجابي أكثر من تقديم الانتباه للسلوك السلبي، أي أن تلاحظيها عندما لا تنقل الكلام، وتبقي أمور الأسرة في نطاق الأسرة، كأن تقولي لها مثلا، "أحسنتِ يا حبيبتي أننا لم نتحدث للناس عما يجري في بيتنا."

ولكن لننتبه هنا أننا لا نريدها أن تتعلم أن تكتم كل الأسرار، وبالعموم لأنه إن قال لها أحد غير والديها عن أمر معين أنه "سر" فقد تتعرض لشيء مؤذ، ولا تقول لوالديها ظنا منها أن هذا "سر"، وهنا نلاحظ أن الأمر ذو حدّين، فوجب الحذر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً