الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس غشاء البكارة تقتلني

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة غير متزوجة، عمري 21 سنة، مشكلتي هي الشك والوسواس حول وجود غشاء البكارة، مع إني -ولله الحمد- بعيدة عن الحرام، ولم يسبق لي أن أدخلت شيئًا في المهبل أبداً، لكني منذ فترة شهرين تقريباً كنت أشاهد مقاطع وأشعر بالنشوة وأستمتع بالمشاهدة.

طبعاً الحين -الحمد لله- تبت عن مشاهدة هذه المقاطع، لكن آخر مرة شاهدت كان عليّ الدورة، وطبيعي كان ينزل الدم، فصرت أوسوس إنه ممكن دم البكارة نزل مع الدورة، وأن بكارتي انفضت،هل يختلف دم البكارة عن دم الدورة؟ حتى بعد ما خلصت دورتي، هل فعلاً كنت أحس بألم في المنطقة، أم أني أتوهم؟
وكيف أعرف إني ما زلت عذراء لأن الشك والهم يقتلني؟ وهل ألم الدورة دليل على وجود الغشاء؟

فكرت بالذهاب لطبيبة، لكني خفت وأخاف أن تنظر إلي نظرة سيئة، وأنا لم أرتكب شيئا! وحتى أني قرأت أن هناك بنات يولدن بدون هذا الغشاء، فصرت أوسوس إنني منهن! فكيف أتخلص من وساوسي؟ وكيف أقطع شكي باليقين؟

أرشدوني، وانصحوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي هداك إلى الطريق الصحيح فابتعدت عن مشاهدة هذه الأفلام السيئة, والتي تهدف إلى نشر الفساد والرذيلة، وإلى حرف الفتيات عن فطرتهن السليمة.

وأحب أن أنبهك- يا ابنتي- الى أن كل ما يؤدي إلى إثارة الغريزة والشعور بالنشوة الجنسية بعدها, يعتبر شكلاً من أشكال ممارسة العادة السرية, وهي عادة ضارة ومحرمة شرعا -كما تعلمين -لأنها تفسد الفطرة، وتجلب الضرر على جسم الفتاة وعلى نفسيتها, ومن أكثر الأعراض التي تصيب من تمارس العادة السرية هي سيطرة الوساوس عليها, فتتشتت أفكارها وينتابها الهم والكرب.

وها أنت الآن على الطريق الصحيح -إن شاء الله يا بنيتي- طريق التوبة, فنسأل الله -عز وجل- أن يتقبلها منك، وأن يثبتك عليها, وأحب أن أطمئنك بأن غشاء البكارة عندك سيكون سليمًا، وستكونين عذراء -إن شاء الله- والسبب هو أنك لم تقومي بإدخال أي شيء إلى جوف المهبل, وهذه المعلومة وحدها تعتبر كافية للجزم بسلامة الغشاء.

إن دم البكارة هو عبارة عن بضع قطرات قليلة, بلون أحمر, وهو يختلف عن دم الدورة؛ لأنه دم قاني وطازج, لا يخالطه أية شوائب، بينما دم الدورة الشهرية هو خليط من الدم القديم، وهو مختلط مع الإفرازات، ومع خلايا من بطانة الرحم، وبعض الجراثيم المتواجدة في جوف المهبل.

إذاً -يا عزيزتي- أنت عذراء, ولا داعي لعمل الكشف الطبي عند الطبيبة, ولا تلتفتي إلى ما يقال عن حالات نادرة وشاذة, فالقاعدة هي أن غشاء البكارة موجود عند كل الفتيات, لكن في بعض الحالات النادرة جدًا، قد يكون الغشاء بشكل ضامر, وهذا يمكن تمييزه بسهولة عن الغشاء المتمزق, أي أنه حتى في مثل هذه الحالات التي يكون فيها الغشاء ضامرًا, وهي حالات نادرة جدًا كما سبق وذكرت, فإنه يمكن إثبات بأن الفتاة عذراء, وأن الحالة خلقية, وليست بسبب ممارسة خاطئة.

اطمئني -يا ابنتي- وتجاوزي الماضي بكل أخطائه وعثراته, وركزي على مستقبلك الذي ينتظرك, والذي أتمنى لك فيه كل التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا مرام

    الله يعطيك العافيه ي دكتور

  • الجزائر امل

    الله يحفظ بناتنا ويسترهم انشاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً