الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأعراض وأشياء غريبة .. فما تشخيصها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 27، من سوريا ومتزوج منذ سنتين، ولكني الآن أعيش خارج سوريا في ألمانيا، وأموري كلها جيدة، والحمد لله.

منذ سنة ونصف أصبت فجأة ليلا بتسرع في نبضات القلب، مع الشعور بالخوف من الموت، ومنذ تلك اللحظة تغيرت حياتي كليا، وأصبحت أتعرض لكثير من المشاكل إلى الآن، مع أن لدي رغبة كبيرة لأستعيد صحتي وعافيتي، وأعود الإنسان الذي كان يحب الحياة، ويحب المزاح والفرح، ولكي أشرح حالتي؛ سوف أقوم بتقسيمها إلى أربع مراحل:

المرحلة الأولى: أصبت فيها بتسرع لنبضات القلب، مع إمساك شديد وانتفاخ بالمعدة عند تناول أي نوع من الطعام، وشعور بأنني سوف أفقد الوعي، وبعض الأحيان أشعر بثقل بكل جسدي كل يوم ليلا لمدة 6 أشهر، أتعرض بشكل دائم لهذه الحالة، وأضطر إلى شرب الأعشاب كاليانسون، والبابونج؛ فتتحسن حالتي بعد 4 ساعات.

المرحلة الثانية: بدأت معي بشعور أن هناك ثقلا في الجهة اليمنى بين المعدة والخاصرة مباشرة أسفل القفص الصدري، مع الشعور بألم أسفل الكتف الأيسر، وعند تناول وجبة الطعام أشعر أيضا بألم في أسفل الكتف الأيسر.

قمت بإجراء تحاليل دم، وتنظير للمعدة، وتنظير للقولون، وعملت فحص جهد القلب، وتصويرا فوق الصوتية للمرارة والكبد والكلى والقلب، وكل الفحوصات جاءت سليمة والحمد لله.

ذهبت للمعالج الفيزيائي لعلاج ظهري وتحسنت لمدة أسبوع، ولكن بعدها يعود الألم بعد تناول الطعام.

المرحلة الثالثة: أصبحت قبل النوم أرى أشياء ضبابية غير واضحة، أشبهها بالوجوه، وعند إغلاق الأعين أرى أشخاصا لا أعرفهم، باللون الأبيض والأسود، وأشعر بالرعب فأفتح عيني؛ فتذهب، مع الشعور بأن هناك أحدا يقوم بالضغط على رجلي من الأسفل، ولكن هذا كله ذهب بعد فترة.

ملاحظة: أنا أصاب كل أسبوع مرة واحدة بحالة من التوتر، وأشعر أن جسدي يريد أن يهتز أو كأنه توجد شحنات كهربائية أو توتر شديد، وأشعر بأن القولون لدي غير طبيعي، وأعتذر عن ذكر هذا، لكن عند الذهاب إلى المرحاض أشعر بأن الفضلات ساخنة جدا عند خروجها، مع العلم أنه عندما تصيبني هذه الحالة؛ أشعر بألم شديد تحت الكتف الأيسر.

المرحلة الرابعة: في بداية هذا العام بدأت بالشعور بتنميل في جسمي: الأرجل، والأيدي، والرأس، واللسان، ولكن ذهب التنميل بعد فترة، وبدأ عندي ارتجاف في العضلات بشكل لاإرادي في كافة أنحاء جسدي؛ فأصبحت أتناول أقراص مغنيزيوم، ولكن إلى الآن أتعرض لهذا الارتجاف.

وأيضا أصبح عندي حالة، وهي أني أستيقظ من النوم وأرى أشكالا على الحائط الأبيض: دوائر، نجوما، خيوطا، وأحيانا دوائر صغيرة جدا جدا، وهي إلى الآن معي تصيبني في الليل، وأحيانا أستيقظ من مرة إلى 5 مرات ليلا وأراها، في بادئ الأمر كنت أخاف منها، ولكن الآن أصبحت لا أخاف، وأحاول أن أقوم وألمسها، ولكنها تختفي بعد دقيقة.

ملاحظة: تعرضت مرتين للاستيقاظ مع الشعور بحالة ذعر أو كأنه يوجد هرمون أو أدرينالين في جسدي، وأجريت فحصا لوظائف الغدة الدرقية، وكانت جيدة جدا، وذهب لطبيب أعصاب؛ فقال لي: إنك تعاني من ارتجاف حميد.

أريد أن أضيف: أنه منذ فترة أسبوعين اشتريت أدوية طبيعية من سوبر ماركت (valerian and hops)؛ لإزالة التوتر والقلق، وشعرت بأن حالتي أصبحت أفضل بكثير، ولكن ما زلت أرى الدوائر والأشكال السوداء على الحائط الأبيض.

أريد أن أضيف أيضا: أن البارحة في منتصف الليل استيقظت وشعرت أنني أختنق، ولا أستطيع أن أتنفس، وأصبحت أرى مثل الكتابات على الجدران البيضاء، وحاولت أن أقرأها، لكنني لم أستطع، وخيل لي أنها آيات من القرآن الكريم، وشعرت بعدها بضيق في صدري لمدة 10 دقائق، وعندها قمت وشربت بعض الماء، ثم عدت للنوم.

أتمنى أن تفيدني، وفقك الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة جدًّا.

الحالة التي حدثت لك من تسارع في ضربات القلب، وشعورٍ بالخوف من الموت, هي نوبة هرع أو فزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يأتي دون أي مقدمات، وقد يذهب أيضًا دون أي أسباب، لذا نرى أن تجاهله وعدم الاهتمام به هو أحد وسائل العلاج المهمة والضرورية.

مراحل حالتك والتي لخصتها في أربع نقاط، تلخيصك هذا جيد جدًّا، وواضح جدًّا، وجعلني أكون على قناعة تامة أن حالتك هي نفسوجسدية، يعني أن الأعراض الجسدية الموجودة سببها القلق، والذي ظهر عندك بعد أن أتتك النوبة السابقة –أي نوبة الهلع أو الفزع أو الهرع– وهذا معروف في التاريخ التطوري النفسي للناس، بمعنى أن حدوث نوبات الخوف الشديد أو الهلع كثيرًا ما تعقبها وسوسة وتوترات، وشيء من هذا القبيل، وتكون هنالك أعراض جسدية.

بالنسبة للنقطة الثالثة أو المرحلة الثالثة –كما أسميتها– وهي رؤياك لأشياء ضبابية غير واضحة، وأنك عند إغلاق العين ترى أشخاصا لا تعرفهم: هذا في الغالب هو نوع مما يسمى بالوساوس البصرية الكاذبة، وهذه تحدث للناس في بدايات النوم أو في نهايات النوم، وهي دليل أيضًا على وجود القلق والإجهاد، وليس أكثر من ذلك.

العلاج يتمثل في الآتي:
أولاً: أريدك أن تذهب إلى الطبيب لتُجريَ فحوصات طبية عامة، هذه قاعدة طبية نفسية مهمة جدًّا، الناس يجب أن تتأكد من وظائف جسدها، والوضع الصحي للإنسان، حتى وإن كنا على قناعة تامة أنه لا يوجد مرض عضوي. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أريدك أن تحرص جدًّا على ممارسة الرياضة، الرياضة تؤدي إلى استرخاء تام في جسم الإنسان وفي نفسه، وتبعث الحيوية، وتنظم النوم، وتزيل الأعراض الجسدية خاصة أعراض الآلام الجسدية، واضطراب الجهاز الهضمي، فركز على الرياضة.

ثالثًا: حسن إدارة الوقت، والاستبصار التام بأن تكون حياتك حياة فاعلة، هنالك أنشطة يجب أن تلتزم بها، وأن يكون لك مخطط إيجابي لتنجح من خلاله، وتكتسب المعارف المطلوبة، وتطور نفسك مهنيًا، وتزيد من التواصل الاجتماعي.

النقطة الأخيرة: أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي بسيط، بعد أن تقابل الطبيب، وتكتمل الفحوصات، ربما يصرف لك الطبيب أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، وهنالك أدوية كثيرة منها الـ (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ومنها الـ (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) ومنها الـ (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) والـ (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) وأدوية أخرى.

سوف أترك اختيار الدواء المناسب لك بعد أن تقابل الطبيب الذي سوف يُجري لك الفحوصات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً