الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي جرعة الزولفت التي تساعد في التخلص من الوساوس والقلق؟

السؤال

أنا شاب عمري 25 عاما، أعزب، تم تشخيصي بالقلق والوسواس القهري والمخاوف والخجل الاجتماعي، وعولجت لمدة سنة ونصف بدواء السيروكسات، وتم وقف الدواء من قبل الطبيب، للأسف حاليا أعاني من:

- خوف وقلق وتسارع بضربات القلب، خصوصا في الليل.
- وخجل اجتماعي خفيف
- ووسواس قهري في كل الأمور خصوصا موضوع الجنس واختبار قدراتي الجنسية، وتفكير دائم في الأمور، وعد كل شيء أمامي أقوم بعد الأشجار وعد المنازل، وعد الخطوط على الشوارع، وعد الأشخاص وعد المقاعد ...الخ
- وأعاني من سرعة القذف.
أنا مدمن على العادة السرية، وأقوم باختبار أدائي الجنسي يوميا، ودائما أوسوس حول قدراتي الجنسية، وهذا يشغل بالي للأسف.

عندما كنت أتناول دواء سيروكسات تحسن أدائي الجنسي جدا، وتحسنت حياتي بالكامل، لكنني لا أستطيع العودة للسيروكسات بسبب تكلفته العالية جدا، حيث كنت أتناول 60 ملجم سيروكسات يوميا، هذا كان يكلفني شهريا 60 دينارا أردنيا، وتم تخفيف الجرعات ووقف الدواء من قبل الطبيب النفسي.

حاليا استشرت طبيبا، وأكد لي فعالية الزولفت لحالتي، وأريد البدء في تناول دواء الزولفت؛ لأنني أيضا قرأت عن مدى فعاليته في مثل حالتي؛ ولأن آثاره خفيفة بالمقارنة مع باقي الأدوية.

كما قرأت أنه آمن وسليم وفعال جدا في مثل حالتي، وليس له آثار انسحاب شديدة، ويمكن تناوله مدى الحياة أو لسنين طويلة، ما هي جرعة الزولفت التي سوف تساعدني في الوساوس والقلق وباقي مشاكلي؟ علما بأن جرعة 40-60 ملجم من السيروكسات أفادتني في القلق والوسواس، لكن عندما تم خفض الدواء لجرعة 20 لم تفدني حقيقة، والحمد لله لا أعاني من أمراض عضوية، جميع فحوصاتي سليمة جدا.

لدي سؤال آخر: طبيبي النفسي قال لي إن 90 % من الأطباء الجراحين يتناولون زولفت لكي يتمكنوا من إجراء العمليات الجراحية، هل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، قبل أن نتكلم عن العلاج الدوائي أود أن أذكرك بأهمية العلاج النفسي والعلاج الاجتماعي والعلاج الإسلامي هذه مكملة تماماً للعلاج الدوائي، على المستوى النفسي لا بد أن تحقر الوسواس والقلق ولا تناقشه أبداً.

ابدأ في التطبيقات السلوكية فيما يتعلق بالخجل أو الرهاب الاجتماعي، وهنالك تطبيقات عملية مفيدة جداً أهمها الصلاة مع الجماعة في المسجد درب نفسك على هذا، أيضاً حاول أن تحضر المناسبات والاحتفالات والأعراس، وقم بزيارة الأصدقاء والأهل، زيارة المرضى، المشي في الجنائز، هذا كله وجدناه علاجا نفسيا فعالا جداً للخجل الاجتماعي؛ لأن في مثل هذه الأنشطة التي تحدثت لك عنها تفيد في تمازج وتفاعل اجتماعي في جو ومحيط آمن.

الأمر الثاني كل هذه الأنشطة -إن شاء الله تعالى- فيها أجور للإنسان، والإنسان حين يستشعر أنه قد قام بواجب اجتماعي جماعي يعود عليه مردود نفسي عظيم، وهذا يعزز التحسن احرص على ذلك، وأريدك أيضاً أن تمارس الرياضة، الرياضة أمر مهم جداً لتقوية النفوس، كما تقوي الأجساد، والقلق حقيقة ينخفض تماماً بالنسبة للرياضيين هذا أمر ثابت.

على المستوى الإسلامي أيها الفاضل الكريم حقر الوسواس أيضاً استعذ بالله تعالى منه، لا تتبعه، احرص على صلواتك، على الدعاء، وكن باراً بوالديك، بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم الزوالفت دواء له فائدة وممتاز، دواء نقي، والجرعة تقاس بالتقدم في العلاج أو التحسن الإكلينيكي كما نسميه.

ابدأ بنصف حبة 25 مليجرام تناولها ليلاً لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً، واستمر عليها لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين أي 100 مليجرام، أعتقد أن هذه سوف تكون جرعة كافية بالنسبة لك، علماً بأن الزوالفت يمكن تناوله حتى 4 حبات في اليوم، وأنا حقيقة أرى أنك إذا طبقت ما ذكرته لك من إجراءات سلوكية لن تحتاج لأكثر من 100 مليجرام يومياً من الزوالفت، وهذه قد تحتاج لها لفترة 6 أشهر فقط، وبعد أن ترتفع كفاءة تواصلك الاجتماعي، وتفكيرك المعرفي السلوكي هنا يمكن أن تخفض الزوالفت إلى حبة واحدة في اليوم، وتتناولها لمدة عام، ثم تجعلها 25 مليجرام أي نصف حبة لمدة شهر، ثم 25 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

أرى أن هذه هي الوسيلة الصحيحة، لا أريدك أبداً أن تكون مستعبداً للأدوية حتى وإن كانت سليمة، نعم الزوالفت سليم وأعرف من يتناولونه الآن منذ ظهوره قبل 20 عاما، لكن لست في حاجة لذلك، يجب أن نطور هذه المهارات وهذه الإمكانيات وهذه الطاقات التي حبانا الله تعالى بها، والتغيير يأتي منا، مصداقاً لقوله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

أريدك أن تكون شخصاً فعالاً في حياتك، هذا يفيدك في كل شيء.

بالنسبة لقولك إن حوالي 90% من الأطباء الجراحين يتناولون الزولفت مع احترامي لهذا الرأي، هذا الراي ليس صحيحا وليس أمراً معقولا، نعم الدواء سليم من يحتاجه يتناوله، لكن لا نستطيع أن نقول أن 90% من الأطباء الجراحين يتناولونه لا هذا ليس صحيحا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ياسرابوبكر

    بعد شكر الله أشكركم على الشرح المفصل لهذ الدواء لا أجد شئ سوى أن اقول لكم جزاكم الله عنا كل خير على هذه المعلومات القيمة.

  • أمريكا بشار الخوالدة

    الله يجزيك الخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً