الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعاني أخي الصغير من ثنائي القطب، ولم يتحسن على العلاج!

السؤال

السلام عليكم.

جزى الله العاملين على هذا الصرح الإسلامي المتميز كل خير.

أود أن أستشير د.محمد عبدالعليم. يعاني أخي الأصغر الطالب بكلية الهندسة من مرض الاكتئاب النفسي ثنائى القطبين، وتم أخذ العلاج (لاميكتال 100مجم/12ساعة, ريسبريدال 4 مجم مرة واحدة, اريبيبركس 10 مجم مرة واحدة)، تحسنت الحالة لكن مازال الخوف المرضى الشديد عامل مؤثر على دراسته لدرجة أنه لم يعد يعرف كيف يذاكر أو يحصل في دراسته، وعدم دخول الامتحانات! تم إضافة بروزاك 20مجم؛ لأن ويلبيترين لم يعد موجودا بمصر، لكن لم تتحسن الحالة مطلقا على العكس الخوف زاد، تم سحبه وإضافة سيبرالكس، لكن لم تتحسن الحالة علي العكس تم تلجيم المخ في المذاكرة.

نرجو من حضرتك مراجعة العلاج أو إضافة جرعات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لهذا الشاب العافية والشفاء، وأشكرك على الاهتمام بأمره وثقتك في إسلام ويب.

التعديلات الدوائية في حالة هذا الأخ –وما دام التشخيص أكيد أنه يُعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، مع ظهور القطب الاكتئابي كقطبٍ مُهيمنٍ- أرى أن اللامكتال بجرعة مائتي مليجرام يوميًا سيكون مناسبًا، ويمكن استبدال بقية الأدوية بالـ (سوركويل)، والذي هو الـ (كواتبين)، دواء رائع جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، فهو مُحسِّنٌ للمزاج، ومُثبتٌ للمزاج، وأرى أنه سوف يفيده كثيرًا، ويمكن أن تصل الجرعة حتى ثلاثمائة مليجرام ليلاً.

أرجو استشارة الطبيب حول هذا الأمر، ولا مانع أيضًا أن يتناول جرعة صغيرة من الزيروكسات، الزيروكسات CR، 12.5 مليجرام يوميًا دواء جيد، مضاد للاكتئاب، ومُحسِّنٌ للدافعية، وفي ذات الوقت لا يدفع نحو القطب الهوسي.

فيا أخي الكريم: هذه هي مقترحاتي الأساسية، وطبعًا عقار (ليثيوم) أيضًا يجب أن يُؤخذُ في الاعتبار، لكن الليثيوم بطيء الفعالية، وله ضوابط وبروتوكولاتٍ خاصة لاستعماله.

فإذًا الخط الثاني العلاجي يُعتبر الليثيوم خيارًا ممتازًا، لكن بالنسبة لوضع هذا الأخ الحالي أنا أرى أن اللامكتال زائد الكواتبين زائد جرعة صغيرة من الزيروكسات CR ستكون هي التشكيلة الدوائية التي تُفيده، ولابد لهذا الأخ أن ينام النوم الليلي المبكّر، ويستيقظ مبكّرًا، لأن فترة الصباح هي فترة الانتعاش الدماغي الذي يتحسَّن فيها التركيز بشكل واضح جدًّا، وممارسة الرياضة قد تكونُ جيدة جدًّا ومفيدة جدًّا في حالته.

فإذًا يُسحب السبرالكس ويُستبدل بالزيروكسات – كما ذكرتُ لك – وقطعًا إذا وافق الطبيب على إضافة الكواتبين يُعتبر الرزبريادال لا داعي له، وهو بالفعل لا يستعمل الرزبريادال، لأنك ذكرتَ أن الرزبريادال والإرببرازول تمَّ تناولهما لمرة واحدة فقط.

ويا أخي الكريم: أرجو أن تُشجِّعوه؛ لأن ذلك يُحسِّن الدافعية كثيرًا عند الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً