الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق الاجتماعي ملازم لي منذ الصغر، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 22 سنة، وطولي 150 ووزني 45، منذ كنت طفلة وأنا أعاني من القلق الاجتماعي، تظهر علي أعراض مثل احمرار الوجه وخفقان القلب والتعرق وصعوبة بالتنفس ورجفة باليدين والصوت.

بدأ منذ خمس سنوات لدي الوسواس القهري، زرت طبيباً نفسياً وأعطاني زولفت، لكن مع الأسف ظروفي لم تسمح لي بالالتزام بالجرعة، وأحياناً لا أستطيع توفير الدواء، وأخذته بغير انتظام، وكنت أزيد الجرعة وأخفضها بمزاجي، لكن الآن عادت إلي الأعراض بشكل أقوى من الأول، وأحسست أن ما فعلته ليس صائباً.

اشتريت كمية دواء تكفي لمدة طويلة، وبدأت منذ أسبوع بأخذ نصف حبة، وأريد أن أستمر عليها لعشرة أيام ثم أقوم برفعها لحبة لمدة شهر، ثم أرفعها لحبتين لمدة ستة أشهر، هل أفعل هذه أم ما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

القلق والرهاب الاجتماعي فعلاً يأتي في شكل قلق أو أعراض قلق في مواقف معيّنة، وذكرت ما يُصيبك من احمرار الوجه وزيادة ضربات القلب – وهكذا – وعلاجه علاج بالأدوية، وعلاج نفسي.

من أفضل الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي أدوية من فصيلة الـ SSRIS، والزولفت – أو السيرترالين – واحد من هذه المجموعة، ولكن يجب أخذها بانتظام، لا ينفع استعمالها عند اللزوم، يجب استعمال الدواء بانتظام حتى يتم علاج هذا القلق الاجتماعي.

الأدوية التي يمكن أن تستعمل عند اللزوم هي مُهدئات، أو الإندرال الذي يُساعد في الأعراض البدنية مثل احمرار الوجه والتعرُّق وزيادة ضربات القلب، ولكن الزولفت يجب أن يستعمل بانتظام حتى يساعد في القضاء على أعراض القلق الاجتماعي، وجرعته – أختي الكريمة – تبدأ بنصف حبة – كما ذكرتِ – لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة – أي خمسين مليجرامًا –ويجب أن نصبر فترة ستة أسابيع أو شهرين حتى يُؤتي مفعوله، لا يكون هناك مفعول للدواء قبل هذه المدة، بعد مرور شهرين إذا اختفت الأعراض كلها فهذه هي الجرعة المناسبة للحالة، ويجب أن نستمر عليها لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

أمَّا إذا كان بعد مرور شهرين مثلاً نسبة التحسُّن سبعين أو ستين بالمائة فهنا يجب أن نزيد الجرعة إلى حبتين، وبعد ذلك نستمر عليها لفترة لا تقل عن ستة أشهر.

إذًا البداية يجب أن تكون بنصف حبة، وذلك لتفادي الآثار الجانبية، ولكن الجرعة يُحددها مدى الاستجابة للعلاج، كلما كانت الاستجابة كاملة لحبة واحدة فنستمر على هذه الحبة.

أمَّا إذا كانت ناقصة عن حبة فيجب أن نزيدها إلى حبتين وأحيانًا إلى ثلاث حبات، فالذي يُحدد الجرعة هو الاستجابة للعلاج والمدة – كما ذكرتُ – لا تقل عن ستة أشهر، ويمكن أن تمتدّ إلى تسعة أشهر أو سنة، ويُحدد المدة أيضًا الاستجابة الكاملة وزوال الأعراض.

كلما زالت الأعراض بسرعة فإن المدة تكون أقصر، وكلما كان هناك وقت أطول لزوال الأعراض فهذا يجب أن يستمر العلاج لفترة أطول من ستة أشهر، ستة أشهر هي الحد الأدنى.

الشيء الأخير الذي أودُّ أن أشير إليه هو: أهمية العلاج السلوكي للقلق الاجتماعي، العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي يؤدي إلى نتائج أفضل من العلاج الدوائي لوحده.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً