الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب، ومن شعوري تجاه الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من رهاب اجتماعي منذ صغري، وجسمي يرتعش، أهرب من اللقاءات الأسرية أو الاجتماعية، ليس لدي أصدقاء، لا أعرف ماذا أفعل، وكلما اقتربت كلما تضايقت من الناس، لا يعاملونني نفس معاملتي، أريد أن أعرف ماذا أفعل في مشكلة الرهاب، ومشكلة شعوري أن الآخرين يأخذون فقط أو لا يرحبون بك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت لم تذكر عمرك، لأن العمر مهم، حيث إن المخاوف والرهاب مرتبطة في بعض الأحيان بأعمار معيَّنة.

عمومًا: نوعية الرهاب الذي تعاني منه فيما يظهر لي أنه ليس رهابًا شديدًا، إنما هو قائم على أفكار خاطئة، أفكار حول ذاتك، نظرتك السلبية نحو نفسك وتشكك في مقدراتك واعتقادك أن نوايا الآخرين نحوك ليست حسنة، وأنهم يأخذون ولا يعطون؛ هذا النوع من الفكر نعتبره فكرًا سلبيًّا، يجب أن تُحسن الظنَّ بالناس، يجب أن تتفاعل مع أسرتك التفاعل الإيجابي، لا تُقلِّل من قيمة نفسك أبدًا، لن يصيبك أي مكروه -إن شاء الله تعالى-، الخوف الاجتماعي خوف متعلّم ومكتسب وليس فطريًّا، والشيء المتعلَّم والمكتسب يزول من خلال مواجهته، وتحقيره، وفعل ما هو ضدّه.

الشعور بالارتعاش عند المواجهات الاجتماعية هو شعور زائف وليس حقيقيا، لا أحد يُلاحظ فيك ارتعاشًا أو شيئا من هذا القبيل، فأرجو أن تُصحح مفاهيمك حول نفسك، وأرجو أن تتفاعل مع أسرتك، مع أصدقائك، وإن كنت في مرفق دراسي أرجو أن تجلس في الصف الأمامي، وأن تتفاعل مع المعلِّمين، وإن كنت في مرفق جامعي مثلاً - أو حتى في المدرسة - يمكن أن تنضم إلى جمعية ثقافية أو اجتماعية أو دعوية، أو خيرية، لأن العمل من خلال هذه الجمعيات يساعد الإنسان كثيرًا على التطبُّع والتكيُّف والتأهيل الاجتماعي الممتاز.

ممارسة الرياضة كرياضة المشي أو أي رياضة أخرى تناسبك أيضًا سيكون أمرًا جيدًا، كذلك تطبيق تمارين استرخائية سيكون جيدًا أيضًا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو الرجوع إليها والاستفادة ممَّا ورد فيها من توجيهٍ وإرشادٍ وتعليمات مفيدة.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وفي مجمله الإرشاد النفسي يعتمد على تجاهل الخوف، وعلى المواجهات، وعلى تصحيح المفاهيم، واحرص على الصلاة في وقتها في جماعة، واحرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم فهي مطمئنة جدًّا للإنسان.

توجد بعض الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي، لكن بما أنك لم تذكر عمرك لا نستطيع أن نصف لك دواءً، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي أيضًا هذا سوف يفيدك كثيرًا، ويمكن للطبيب أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً