الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من نوبات الهلع والأدوية غير مجدية، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب بيولوجيا، أبلغ من العمر 21 سنة، قبل 5 أشهر كنت جالسا أستمع لخطبة الجمعة، كان موضوعها عن الموت وأهواله فأصبت بالهلع, ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني من نوبات هلع متكررة تأتيني باستمرار، مع صعوبة في النوم ليلا، ورجفة وتعرق اليدين والقدمين، فعلا لا أستطيع الجلوس وأنا مرتاح البال، بعدها قررت الذهاب إلى طبيب نفسي، وبعد التشخيص تبين أن عندي نوبة قلق مرضي crise d'angoisse، وصف لي temsta , solian ةtre-zen، قمت بشراء الدواء ولم أستعمله ظنا مني أنني سأتحسن بدون استعمال أي دواء, فما زادت حالتي إلا تدهورا.

بعدها ذهبت إلى أكثر من 3 أطباء باطنية، وقمت بعمل تخطيط للقلب كلهم يقولون لي أنني سليم, فلم أصدق أي أحد منهم, تم وصف لي دواء aprazolam win , sulrid , xeruim استعملت هذه الأدوية لمدة شهرين فتحسنت حالتي بعض الشيء، رغم أنه كان يصيبني خمول, عندما قمت بوقف الدواء عادت المعاناة من القلق والضيق، بل أكثر من ذلك حتى وصلت لحد الاكتئاب، ولا أستطيع الذهاب لأي مكان, حيث أن أشعة الشمس القوية لا أحتمل النظر إليها، وأرى كل شيء باهت اللون، مع اضطراب في النظر؛ حيث أرى كأن العالم الخارجي غريب علي، فكلما خرجت من المنزل أشعر بالضيق والتوتر, كل يوم أستيقظ في حالة تعب وخمول في كافة جسمي، وعندما أتوتر تتعرق يداي وأشعر بألم في العظام والمفاصل، وخلف عنقي, مع انتفاخ في الجهة اليسرى تحت القفص الصدري بعد الأكل, وعند البحث في الويب عن تلك الأعرض أجد أن نتيجة البحث تتحدث عن الأمراض الخطيرة فأصاب بالهلع, لا أستطيع فعل أي شيء في حياتي، أنا شخص محافظ على الصلاة.

أرجو المساعدة، ولكم جزيل الشكر على هذه الخدمة، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ayoub حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فما عانيت منه في الأول هو نوبة هلع، ونوبات الهلع المتكررة يعني أنك أصبت باضطراب الهلع، واضطراب الهلع هو من اضطرابات القلق، ويكون مصحوبا بأعراض قلق وتوتر بين النوبات، ولذلك يكون تخطيط القلب وكل الفحوصات سليمة؛ لأن هذه الأعراض ناتجة من القلق، وهو ليس مرضا عضويا -يا أخي الكريم-.

العلاج هنا يكون علاجا نفسيا وعلاجا دوائيا، والأدوية التي أخذتها معظمها أدوية مهدئة، وهذا ما حصل؛ ولهذا عادة الأعراض بعد التوقف عنها، كان ينبغي أن تأخذ واحدا من أدوية الأس أس أر أيز مثل الاستالبرام أو الزيروكسات، وتستمر عليه لفترة 6 أشهر على الأقل، مع علاج سلوكي حتى لا تحصل انتكاسة بعد التوقف من الدواء -الحمد لله- إنك إنسان محافظ على الصلاة، وهذا سوف يساعدك كثيراً.

داوم على الصلاة في جماعة، داوم على قراءة القرآن وعلى الدعاء؛ فهذا يؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال، ومع هذا يخف القلق والتوتر بدرجة كبيرة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً