الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت والهرم، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 17 سنة، أخاف من فقدان أمي كثيرا، بحيث لا أرتاح في نومي من التفكير، وأيضا أخاف من التقدم في السن كثيراً، لدرجة أني أريد الموت كي لا أتقدم في السن وأدخل في العشرينيات، وأشعر أن مفهوم الوقت شيء غير قابل للاستيعاب، وأن الحياة سريعة جدا بغمضة عين.

مشكلتي بدأت منذ شهرين، حين قررنا السفر إلى بغداد، فجأه شعرت بقرب الأجل، علما أن ابن جارنا مات في حادث سير، فصرت بعدها أخاف من السيارات كثيرا، ومن ذلك الوقت أشعر أني أعيش في عالم الأفكار، لا أستطيع التخلص من ذلك، رجلاي ترتعشان جدا، قلبي نبضاته تسرع، أشعر بأنها أعراض الموت، أصبح داخلي معتما، لا أشعر بشيء، ولا أستطيع التركيز على اللحظة الحالية أبداً، كل التفكير يكون في الموت، وكيف سيأتي ملك الموت ويقبض روحي، وكيف سأدخل القبر وغيره.

تركت دراستي، وصرت أفكر: لم أدرس وأنا سأموت؟ مع العلم أنها فترة مراجعة وتبدأ الامتحانات بعد شهرين تقريبا وسيتحدد مستقبلي، وأمي تتأمل في نجاحي، لكني لا أشعر بأنني سأدخل الكلية وأتخصص في مجال الصيدلة، لا أستطيع التركيز، وكثيرة النسيان،لا أخرج، حتى النوم كرهته خوفا من أنني لن أستيقظ.

ومن خلال موقعكم المميز رأيت الكثير من الحالات التي تشبه حالتي، وعلمت أنه وسواس قهري، ورأيت أنكم تصفون السبرالكس، لذلك اشتريته وبدأت بنصف حبة 5mg، لكنه أتعبني جدا وأقعدني عن الحركة، فتركته، وسمعت أن أعراضه أكثر من منافعه للفئات العمرية التي تحت سن 19.

سؤالي: هل حقا يشعر الإنسان بقرب موته؟ فأنا رأيت مقاطع في اليوتيوب أن هناك إشارات أو أمارات يرسلها الله للعبد قبل مماته، أم أنها مجرد أوهام كبرت معي؟ لا أريد الموت، لست جاهزة، فأنا صغيرة جدا على هذه الأشياء.

أرجو الرد، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ moon حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعانين في الأساس من أعراض قلق وتوتر، ومخاوف وسواسية، وخوف من الموت، يأتي في شكل مخاوف وسواسية - كما ذكرت - وكل هذا راجع للقلق وللتوتر، ويكثر القلق والتوتر في مثل هذه السّن، وطبعًا أثرت هذه الأعراض عليك بشدة، وبالذات في موضوع الدراسة والتحصيل الأكاديمي، ولذلك لا بد من تناول العلاج.

ومع العلاج الدوائي تحتاجين إلى العلاج النفسي - أختي الكريمة - فالتواصل مع معالجة نفسية مهمّة جدًّا لكي تساعدك في تمارين الاسترخاء، ولكي تساعدك بالعلاج السلوكي المعرفي.

نعم السبرالكس هو فعّال، ولكن للأسف له أعراض جانبية في الأسبوعين الأولين، وتختلف هذه الآثار الجانبية من شخص لآخر، هو ليس غير مرغوب أخذه في سن المراهقة، لكن قد تظهر الأعراض الجانبية عند شخص أكثر من غيره، وعليك بتجربة أدوية أخرى مضادة للقلق والمخاوف الوسواسية، ويجب أن يكون هذا تحت إشراف طبيب نفسي، ليس من الحكمة أن تُحضري الأدوية بنفسك وتتناولينها، لأن كل إنسان يختلف عن الآخر في مقدار الاستفادة من هذه الأدوية، وأخذ هذه الأدوية تحت إشراف طبي أفيد وأفضل من أخذها بدون إشراف طبي.

فطالما عندك هذه الأعراض وأثّرت عليك فتحتاجين لعلاج نفسي لكي لا تتضرري، ولكي تعودي إلى الدراسة، و-إن شاء الله- نسأل الله لك التوفيق في الدخول إلى الكلية التي تريدينها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً