الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقتنع أن ما أشعر به وهم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا صاحبة الاستشارة" 2407149"، في البداية أود أشكركم على الإرشادات التي نفعتني، وكيف جعلتني أتغلب على الشيء الذي أصابني، فأنا ضمن فئة 25% الذين خف عندهم الشعور -والحمد لله- رجعت لدراستي واختفت الأعراض من خفقان القلب، الصداع، التفكير في عذاب القبر، وغيرها من الأمور المخيفة، عندما لجأت إلى الله ووثقت به، فالشكر لله أنه لم يردني خائبة.

لكن أحيانا ترجع هذه الأفكار والأعراض فأنزعج كثيرا، وأشعر حقا بأنني سأموت غدا، لا أريد العودة إلى الوسواس، لأنه يتسلط علي ويغلبني، إلى الآن أخاف النوم والغد كثيرا، فهل هذه الأمور تحدث طبيعيا؟ وهل أستطيع الوصول إلى الشفاء الكلي بدون علاج فقط التحقير والتوكل على الله؟

بحثت في الإنترنت ورأيت حالات شفيت تماما، لكن بعد مدة طويلة تصل خمس سنوات، هذا الشيء أرعبني، أريد الرجوع إلى حياتي السابقة، وأريد معرفة كيف تعالج الذين تعافوا تماما؟ وهل هناك أشخاص كانوا يشعرون مثلي وماتوا أم أنه مجرد توهم؟

مع العلم أنه يضيق صدري وأشعر بكتلة كبيرة داخلي عندما يرجع، فأرجو منكم أن تقنعوني أنها مجرد أوهام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

لا تتوهمي الوسوسة، الموت والآجال بيد الله تعالى، أرجو أن تغلقي الباب تمامًا أمام هذا الوسواس من خلال تحقيره وعدم نقاشه. تحليل الوسواس ونقاش الوسواس يؤدي إلى تمكُّنه واستشرائه واستحواذه.

الذين استفادوا من العلاج هم الذين أخذوا المحاور العلاجية الأربعة:
• العلاج الإسلامي، والذي يقوم بالفعل على مبدأ التوكل على الله، وعدم الخوف والوجل من الوسواس، وأن تُكثري من الاستغفار، والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأن تحرصي على أذكار الصباح والمساء، ويجب أن تكون الصلاة في وقتها، وأن تتلوَ وردكِ القرآني، وأن تكوني بارَّة لوالديك، ومفيدة لنفسك ولغيرك.

• العلاج النفسي السلوكي: وهو الذي يقوم على مبدأ تحقير الأفكار الوسواسية وعدم نقاشها.

• العلاج الاجتماعي: وهو الذي يعني حُسن التواصل الاجتماعي والفعالية الأكاديمية من خلال الاجتهاد في الدراسة وحسن إدارة الوقت، وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية.

هذه هي المحاور مع العلاج الدوائي إذا اكتملت تؤدي إلى نتائج علاجية كاملة ورائعة، والمؤمن كيّس فطن، وما جعل الله من داء إلَّا جعل له دواء، فتداووا عباد الله.

يا حبذا لو ذهبت إلى الطبيبة، وأنا متأكد أنك سوف تقتنعين بأهمية التطبيقات السلوكية والاجتماعية والإسلامية، وإن وُصف لك دواء فسوف يفيدك أيضًا.

هنالك مَن شُفي تمامًا ممَّن كانوا يشتكون من الوسواس، عددًا رائعًا، لكنهم - كما ذكرتُ لك - أخذوا بالمبادئ العلاجية الأربعة الكاملة وطبَّقوها، وكانوا من الذين لا يتهاونون مع الوسواس. التهاون مع الوسواس يجعله يتمكّن من الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً