الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تمني الحياة الأفضل يعتبر من الجحود للنعم؟

السؤال

السلام عليكم

أعيش مع أهلي في بيت صغير لا يكفينا، وفي الحقيقة بدأ البيت يخرب، مما يؤثر على حياتنا اليومية.

مثلا المطبخ يخر لمدة أسبوع، والإنارة لا تعمل، الغسالة لا تشتغل، ورغم كل ذلك أقول في قلبي: -الحمد لله-، لأني أعرف ضرورة شكر الله، ولكن بالوقت ذاته أدعو الله من كل قلبي أن نخرج من هذا البيت، وأن ييسر لنا الله -عز وجل- حياة أفضل بأسرع وقت.

عندما أذهب للمطبخ لكي أطبخ أفكر متى سوف أخرج منه، ومتى ستكون عندنا حياة أفضل، حتى أحياناً لا أنظف الغرف بسبب كرهي لها، ولدي وسواس شديد، هل يعتبر هذا التفكير والتصرف جحدا للنعمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقعنا، ونسأل الله أن ييسر أمركم، وأن يبدلكم بيتا خيرا من بيتكم، والجواب على ما ذكرت:

- بداية أوصيك بالصبر على ما أنتم فيه من الحال، ولو أنك تنظرين إلى من هم دونكم ممن لا يجدون مأوى ولا يجدون طعاما وشرابا، فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله"، قال أبو معاوية: "عليكم"، رواه مسلم، ومن هذا الحديث يظهر لنا إذا نظر أحدنا في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه، فشكرها وتواضع وفعل فيها الخير، والوصية بالصبر حتى تكون نفسيتكم مستقرة، وحتى تنالوا أجر الصابرين، فنحن عبيد لله في السراء علينا أن نشكر، وفي حال الضراء علينا أن نصبر.

- ومن جانب آخر الوصية بالصبر لا يعني أن تهملوا البيت من غير تنظيف أو ترميم، بل هذا أمر لازم بحسب الإمكان، فإهماله قد يؤدي إلى الإضرار بكم من انتشار المرض أو الأذى من المطر ونحو ذلك.

- ومن جانب ثالث لا بأس عليكم أن تبيعوا هذا البيت، وأن تذهبوا إلى غيره، فعليكم بذل كل الأسباب إلى تغييره، فأكثروا من الدعاء، وعليكم البحث عن مصادر دخل جديدة يمكن من خلالها إيجاد مسكن أكبر وأحسن من هذا، وليس هذا التغيير من جحود النعمة أبدا، بل هذا من الأخذ بفضل الله ونعمته، وهذا أمر مطلوب شرعا، فالإنسان السوي يحب أن يسكن في بيت واسع مريح تطيب فيه الحياة، فعن سعد بن أبي وقاص قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سعادة المرء؛ المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الهنيء" رواه أحمد.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً