الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء الحامل أن يجعل الله ما في بطنها أنثى

السؤال

إنني حامل ومن يوم حملت وأنا أدعو ربي أن يرزقني بنتا وقال الطبيب إن الذي فيّ ولد فهل أكمل الدعاء؟ وهل الدعاء يرد القضاء والقدر؟ وجزاكم الله خيرا. أرجو إجابتي بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أنه لا مانع من معرفة جنس المولود قبل ولادته، وكنا قد بينا ذلك من قبل، ولك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 3197.

وفيما يخص موضوع سؤالك، فإن الدعاء من قدر الله تعالى، وهو نافع مما نزل ومما لم ينزل. روى الحاكم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.

ولكن للدعاء آدابا ينبغي للداعي مراعاتها، ليكون ذلك أرجى لقبول دعائه، وإجابة مسألته، ومن هذه الآداب عدم الاعتداء في الدعاء الذي قد ورد في قوله تعالى: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {لأعراف:55} .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات، وتارة يسأل ما لا يفعله الله مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية، من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولدا من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله.

فإذا تقرر هذا عندك، فاعلمي أن الطبيب الذي عنده من الوسائل ما يستطيع به الكشف لمعرفة جنس المولود، إذا أخبر بأنه ذكر فإن الدعاء بجعله أنثى يعتبر نوعا من الاعتداء في الدعاء. إذ إن الله تعالى قد أجرى أمور الخلق في هذا الكون على سنن كونية ثابتة، فلا ينبغي أن يسأل الله تعالى ما هو جار على خلاف هذه السنن الكونية. وبالتالي فلا ينبغي لك الدعاء بتحويل ما في بطنك إلى أنثى، ولكنه لا مانع لك من الاستمرار في الدعاء بأن يرزقك الله بنتا؛ لأن ذلك قد يوجد في حمل آخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني