الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم القارن الذي لم يسق الهدي

السؤال

لقد وفقنا الله هذه السنة بالحج إلى بيته العتيق والحمد لله على نعمته، ولقد كنا نوينا وقررنا أن نحج قرانا وقلنا هذا إلى منسق الرحلة، ولكن أخذ منا نقود الهدي في مكة وليس من بلادنا هنا في ألمانيا، فهل هذا يدل على أننا لم نسق الهدى وحجنا ناقص، نود الإجابة؟ وجزاكم الله عنا ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا وإياكم على أداء ما افترض علينا، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ثم إن من المعلوم أن القارن مطالب بالهدي وجوباً، وما دمتم قد دفعتم ثمنه لمن تثقون فيه ليقوم بشرائه وتوزيع لحمه على فقراء الحرم فقد أديتم ما وجب عليكم، ولا يعتبر حجكم ناقصاً بسبب تأخير أداء النقود إلى مكة، ولكنكم لا تكونون ممن ساق الهدي، بل قد فاتتكم هذه السنة كما تفوت سائر الناس اليوم أو غالبهم، وأنتم معذورون في ذلك لعدم تيسره لكم، قال الإمام النووي رحمه الله في شرح المهذب: واعلم أن سوق الهدي لمن قصد مكة حاجاً أو معتمراً سنة مؤكدة، وقد أعرض الناس أو أكثرهم عنها في هذه الأزمان، والأفضل أن يكون هديه معه من الميقات. انتهى... وقال أيضاً: يستحب أن يكون الهدي معه من بلده، فإن لم يفعل فشراؤه من الطريق أفضل من شرائه من مكة، ثم من مكة، ثم من عرفات، فإن لم يسقه أصلاُ بل اشتراه من منى جاز وحصل أصل الهدي. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني