الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطأ القول بأن الله تعالى لا يقهر من عباده إلا الظالمين

السؤال

عندي سؤال بخصوص اسم الله: القاهر ـ فقد ورد معناه في موقعكم: أنه الذي قهر عباده بما خلقهم عليه من المرض والموت والفقر والذل، فلا يستطيع أحد رد تدبيره والخروج عن تقديره.
وهناك ـ أيضاً ـ تفسير للشيخ راتب النابلسي عن هذا الاسم: بأن الله سبحانه وتعالى: كامل لا يقهر إلا الظالمين، إلا المنحرفين، إلا المتغطرسين.
وسؤالي هو: هل المقهورون بالمرض والموت والفقر والذل هم في أساس الأمر: ظالمون ومنحرفون ومتغطرسون؟ وإذا كان الأمر كذلك، فماذا عن الأطفال المرضى والابتلاءات التي تحدث لنا في الدنيا؟ هل تحدث لنا بسبب ظلمنا وانحرافنا عن الحق؟ أم أن لله سبحانه وتعالى حكمة أخرى من وراء ذلك؟.
وأسماء الله: القاهر والقهار ـ يسببان لي حيرة شديدة من حيث أن الله القاهر والقاهر، وفى نفس الوقت هو الحكم وهو الرحمن الرحيم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القاهر معناه: الغالب ـ فهوسبحانه وتعالى القاهر بقدرته الغالب بعزته لكل شيء، وهو الذي قهر الخلق على ما أراد، قال ابن كثير في التفسير عند قول الله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ. { الأنعام: 18 }.

أي وهو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه، وعظمته وعلوه، وقدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه، وتحت قهره وحكمه، وهو الحكيم: أي في جميع أفعاله الخبير بمواضع الأشياء ومحالها.

وانظري معنى اسم الله: القهار ـ في الفتوى رقم: 72964.

وكونه تعالى لا يقهر إلا الظالمين، غير صحيح، فهو سبحانه وتعالى القاهر لجميع المخلوقات ـ من الجمادات وغيرها ـ على ما أراد ـ يستوي في ذلك برهم وفاجرهم مؤمنهم وكافرهم ـ لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ـ وعلى العبد أن يوقن بهذا ويسلم به ويستسلم له.

وأما ما أشكل عليك من القهر بالمرض والفقر: فإن لله في ذلك حكما بالغة، ومصالح لعباده في العاجل والآجل ـ علمها من علمها وجهلها من جهلها ـ وقد بينا طرفا من الحكم في هذه الابتلاءات والمصائب التي تحدث للناس في الدنيا، فارجعي إليها في الفتوى رقم: 25165وما أحيل عليه فيها.

وللمزيد انظري الفتوى: 65816.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني