الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حسن الظن بالله وكيفية استجلابه

السؤال

سؤالي يتعلق بحسن الظن بالله: فكثيرا ما بحثت عن إجابة كيف نحسن الظن بالله؟ فلو كان الشخص يدعو الله ويستغفر ويفعل كل ما باستطاعته لكي يتقبل الله دعاءه، ألا يعد هذا من باب حسن الظن بالله؟ أم أنه شيء شعوري داخلي؟ وهل يمكن لإنسان أن يعتبر مسيئا الظن بالله وهو يدعوه ليرزقه ويرحمه؟ وكيف لنا أن نزرع حسن الظن في قلوبنا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن حسن الظن بالله تعالى شعبة من شعب إيمان العبد، لا يكمل إلا بها، وواجب شرعي يجب عليه أن يتصف به، فقد جاء في الصحيحين، وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه عن أبي هريرة. وفي رواية: فليظن بي ما شاء.

قال ابن مسعود: والذي لا إله غيره، ما أعطي عبد مؤمن شيئًا خيرًا من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره، لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن، إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير بيده.

ومعنى حسن ظن العبد بربه: هو كما قال الإمام النووي في شرح مسلم: قال العلماء: معنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه، ويعفو عنه. قالوا: وفي حالة الصحة يكون خائفًا راجيًا، ويكونان سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات الموت، غلب الرجاء، أو محضه؛ لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات، وقد تعذر ذلك، أو معظمه في هذه الحال، فاستحب إحسان الظن، المتضمن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له.

والذي يعبد الله تعالى، ويدعوه، ويستغفره، وهو موقن بالإجابة والمغفرة والرحمة، امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. الحديث رواه الترمذي، وغيره، وصححه الألباني؛ لا شك أنه يحسن الظن بالله تعالى، قال الحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه، فأحسَنَ العمل، وإن الفاجر أساء الظن بربه، فأساء العمل.

ومما يرسخ حسن الظن في القلب: استحضار قول نبينا صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير ـ وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ـ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له. رواه مسلم.

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 96876، 131535، وما أحيل عليه في بعضها، ففيها المزيد من الفائدة عن هذا الموضوع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني