الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة وصلاة من يستمر نزول الغائط منها لعدة ساعات

السؤال

أنا مصابة بالبواسير، وبعد التغوط يستمر نزول الغائط لعدة ساعات ثم يتوقف، ولا أستطيع تقدير عددها ولا أعلم بالتحديد متى ينتهي، فهل هذا سلس؟ وإذا لم أعلم متى ينقطع، فهل أؤخر الصلاة إلى آخر الوقت؟ مع أنني لا أعرف متى ينتهي وقت الصلاة بالتحديد، فهل هو قبل وقت الصلاة الأخرى بربع ساعه تقريبا؟ أم نصف أم ساعة؟ أرجوك ساعدني، فما لي بعد الله إلا أنتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر من سؤالك أن هذا الخارج ينقطع زمنا يكفي للطهارة والصلاة قبل خروج وقتها وأنت تعلمين زمن هذا الانقطاع، وبالتالي لا يكون له حكم سلسل البول، ومن ثم فالواجب عليك إذا خرج منك شيء من الغائط أن تستنجي وتغسلي ما أصاب الثياب منه، وأن تتحفظي بوضع منديل أو نحوه، لئلا تنتشر النجاسة في الثياب، فإن اجتناب النجاسة شرط في صحة الصلاة، وتصلين كل صلاة في وقتها فتستنجين بعد انقطاع هذه النجاسة وتتوضئين، ولو أخرت الصلاة إلى آخر وقتها، ويمكنك معرفة أوقات الصلوات دخولا وخروجا بالرجوع إلى الفتوى رقم: 40996، والفتاوى المربوطة بها.

ولك الاستعانة على ذلك بتقويم موجود في بلدك، فإن خشيت خروج الوقت والنجاسة لم تنقطع، فتصلين حسب حالك ولا شيء عليك، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، كما قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}.

وقال سبحانه: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحـج:78}.

أما إن كان خروج هذه النجاسات مستمرًا لا ينقطع أو كان انقطاعه متقطعا بحيث لم يوجد أثناء وقت الصلاة زمن تنقطع فيه النجاسة يتسع لفعل الصلاة بطهارة صحيحة أو كان مضطربا في نزوله، فهي بمنزلة السلس, فتتوضئين بعد دخول وقت الصلاة, وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 170057، 177917، 197257، والفتاوى المربوطة بها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني