الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتوقف وسواس الشيطان في رمضان بحيث يشفى المريض به؟

السؤال

هل يتوقف وسواس الشيطان في رمضان، بحيث يشفى مريض الوسواس في رمضان ثم يعود إليه بعد رمضان؟ أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فليعلم أولًا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الشياطين تصفد في رمضان، وقد قيل: إن المصفد هو نوع معين من الشياطين, فلا يمتنع حصول الوسوسة من غيرهم، وقيل: إن تصفيدهم يعني قلة قدرتهم على الوسوسة, وأنهم لا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه في غير رمضان, لا أن وسوستهم تنعدم بالكلية، قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" فإن مجاري الشياطين الذي هو الدم ضاقت، وإذا ضاقت انبعثت القلوب إلى فعل الخيرات التي بها تفتح أبواب الجنة، وإلى ترك المنكرات التي بها تفتح أبواب النار، وصفدت الشياطين، فضعفت قوتهم وعملهم بتصفيدهم فلم يستطيعوا أن يفعلوا في شهر رمضان ما كانوا يفعلونه في غيره، ولم يقل: إنهم قتلوا ولا ماتوا، بل قال: صفدت, والمصفد من الشياطين قد يؤذي، لكن هذا أقل وأضعف مما يكون في غير رمضان، فهو بحسب كمال الصوم ونقصه، فمن كان صومه كاملًا دفع الشيطان دفعًا لا يدفعه دفع الصوم الناقص. انتهى.

فإذا علمت هذا وتبين لك أن وسوسة الشياطين لا تنعدم بالكلية في رمضان، فاعلم أن المريض بالوسوسة لا يلزم أن يكون وسواسه صادرًا عن الشيطان، بل من ذلك ما هو ناشئ عن أسباب عضوية يرجع في علاجها إلى الأطباء، وبه تعلم أنه لا يلزم أن يشفى مريض الوسوسة في رمضان - نسأل الله العافية لجميع المبتلين -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني