الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تولى إمارة مكة بعد رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد الفتح؟

السؤال

من تولى إمارة مكة بعد رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد الفتح؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ على مكة زمن فتح مكة، واستمر على ذلك، ولكن اختلف أهل العلم متى استعمله على جهة التحديد بعد اتفاقهم أن ذلك كان بعد فتح مكة، فمنهم من قال: إنه استعمله لما سار إلى حنين لقتال هوازن، ومنهم من قال: إنه استعمله بعد رجوعه من الطائف التي كانت بعد حنين، قال ابن هشام ـ رحمه الله ـ في سيرته: ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ أَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ عَشَرَةِ آلَافٍ مِنْ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ، فَفَتَحَ اللَّهُ بِهِمْ مَكَّةَ، فَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَاسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْدِ شَمْسٍ عَلَى مَكَّةَ، أَمِيرًا عَلَى مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ مِنْ النَّاسِ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وَجْهِهِ يُرِيدُ لِقَاءَ هَوَازِنَ. انتهى.

وقال ابن الأثير ـ رحمه الله ـ في أسد الغابة: عتاب بْن أسيد بْن أَبِي العيص بْن أمية بْن عبد شمس بْن عبد مناف بْن قصي بن كلاب بْن مرة الْقُرَشِيّ الأموي ـ يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَن، وقيل: أَبُو مُحَمَّد ـ وأمه زينب بِنْت عَمْرو بْن أمية بْن عَبْد شمس أسلم يَوْم فتح مكَّة، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكَّة بعد الفتح لما سار إِلَى حنين، وقيل: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك مُعَاذَ بْن جبل بمكة يفقه أهلها واستعمل عتابًا بعد عوده من حصن الطائف. انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في الإصابة في تمييز الصحابة: عتّاب بالتشديد ابن أسيد، بفتح أوله، ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو محمد، أمّه زينب بنت عمرو بن أمية، أسلم يوم الفتح، واستعمله النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم على مكة لما سار إلى حنين، واستمر، وقيل: إنما استعمله بعد أن رجع من الطائف، وحجّ بالناس سنة الفتح، وأقرّه أبو بكر على مكة إلى أن مات يوم مات، ذكر جميع ذلك الواقدي، وغيره، قالوا: وكان صالحًا فاضلًا، وكان عمره حين استعمل نيّفًا وعشرين سنة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني