الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أريد أدلة في وجود صفة خاتم النبوة في الكتب السابقة غير قصة سلمان الفارسي وبحيرا الراهب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد وردت نصوص عن صفة خاتم النبوة عن غير هذين الرجلين، فمنها ما رواه مسلم عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال: ثُمّ دُرْتُ خَلْفَهُ فَنَظَرْتُ إِلَىَ خَاتِمِ النّبُوّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. عِنْدَ نَاغِضِ كَتِفِهِ الْيُسْرَىَ جُمْعاً. عَلَيْهِ خِيلاَنٌ كَأَمْثَالِ الثّآلِيلِ.
ومن ذلك أيضًا ما رواه مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: وَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ عِنْدَ كَتِفِهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ. يُشْبِهُ جَسَدَه.
وثبت كذلك عن غير بحيرا من أهل الكتاب. فقد قال السيوطي في الخصائص:

أخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يَهُودِيّ قد سكن مَكَّة يتجر بهَا، فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي ولد فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مجْلِس من قُرَيْش يَا معشر قُرَيْش: هَل ولد فِيكُم اللَّيْلَة مَوْلُود؟ فَقَالَ الْقَوْم وَالله مَا نعلمهُ، قَالَ احْفَظُوا مَا أقول لكم: ولد هَذِه اللَّيْلَة نَبِي هَذِه الْأمة الْأَخِيرَة بَين كَتفيهِ عَلامَة فِيهَا شَعرَات متواترات كَأَنَّهُمْ عرف فرس لَا يرضع لَيْلَتَيْنِ، وَذَلِكَ أن عفريتا من الْجِنّ أَدخل إصبعه فِي فَمه فَمَنعه الرَّضَاع، فتصدع الْقَوْم من مجلسهم وهم يتعجبون من قَوْله، فَلَمَّا صَارُوا إِلَى مَنَازِلهمْ أخبر كل إنسان مِنْهُم أَهله، فَقَالُوا: قد ولد لعبد الله بن عبد الْمطلب غُلَام سموهُ مُحَمَّدًا، فَالتقى الْقَوْم حَتَّى جَاءُوا الْيَهُودِيّ فأخبروه الْخَبَر، قَالَ فاذهبوا معي حَتَّى أنْظُر إليه، فَخَرجُوا بِهِ حَتَّى أدخلوه على آمِنَة، فَقَالَ: اخْرُجِي إِلَيْنَا ابْنك، فأخرجته وكشفوا لَهُ عَن ظَهره، فَرَأى تِلْكَ الشامة، فَوَقع الْيَهُودِيّ مغشيا عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاق قَالُوا: وَيلك مَا لَك! قَالَ: وَالله ذهبت النُّبُوَّة من بني إسرائيل، أفرحتم بِهِ يَا معشر قُرَيْش؟ أما وَالله ليسطون بكم سطوة يخرج خَبَرهَا من الْمشرق إِلَى الْمغرب. انتهى.

وهذه القصة حسنها الحافظ ابن حجر في الفتح، وعزاها إلى يعقوب بن سفيان، وقال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف بعد إيرادها: وهذا الحديث يدل على أنه ولد بخاتم النبوة بين كتفيه. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني