الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحب شخصا نصرانيا وهمها هدايته للإسلام

السؤال

لو سمحت أنا أيد أن أسأل في باب الولاء والبراء الخاص بالتوحيد.
لو كنت أحب شخصا مسيحيا، لكن كل همي أني أهديه للإسلام وأدعوه، وهذا دليل على أني أكره دينه، ويغضبني جدا، لكن هو كشخص دائما أدعو له بالهداية للإسلام، وهذه الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن أستخدمها .. يعني نهائيا لا أتواصل معه، لكن بالدعاء هو الأنفع والأحسن. أرجو أن توضح لي إذا كان هذا العمل خاطئا، ليتك تفيدني حتى لا أظل جاهلة، وأفعل الشيء، وأظن أنه صحيح. فهذه عقيدة.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمحبة الكافر لأمر دنيوي لا تتنافى مع عقيدة الولاء والبراء التي يجب أن يكون عليها المسلم، وقد بيّنّا أحوال محبة الكافر، وما يجوز منها وما لا يجوز في الفتوى رقم: 161841، فلتنظر للأهمية.
وإن كانت هذه المحبة التي تشيرين إليها بسؤالك العلاقة العاطفية، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة عاطفية برجل أجنبي عنها بغض النظر عن ديانته، وراجعي الفتوى رقم: 30003. وهذه المحبة يخشى أن يكون الاسترسال معها وسيلة لاستحسان ملته، فالمحبة قد تعمي وتصم، فالواجب الحذر.

وأما الرغبة في هدايته للإسلام فأمر طيب، وإن كنت تعنين أنك ستتخذين الدعاء له وسيلة لذلك، فهذا جائز على كل حال. وإن كنت تعنين أنك تريدين الحديث إليه ودعوته للإسلام، فدعوة المرأة لرجل أجنبي عنها إلى الإسلام - وإن كانت جائزة في أصلها بالضوابط الشرعية - إلا أنها قد تكون ذريعة للفتنة. ومن هنا فالأولى أن تسلطي عليه بعض من له علم شرعي ليتولى ذلك.

روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني