الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل المرأة مع الزوج البخيل

السؤال

زوجي بخيل عليّ في الطعام، فهو لا يترك لي شيئًا آكله إلا الفتات، بمعنى الفتات، رغم أنه ميسور جدًّا، ويطالبني بالطبخ يوميًّا، وإعداد أصناف يوميًّا، رغم أن أولادي صغار، ومنهم رضيع، ومع ذلك يأكلها كلها، ولا يترك لي إلا قليلًا، فهل صبري طول 4 سنوات على هذا الأمر، يعتبر صبرًا يجزيني الله عليه بإذنه وفضله، أم إنه ضعف، وعدم قدرة على المطالبة بحقي، ويجعلني هذا في مرتبة قليلة أقل من المؤمن القوي؟ فأنا أسكت، ولا أعبر عن ضيقي الشديد، ولم أواجهه بظلمه، ولم أفضحه عند أهله أو أهلي، فهل هذا صبر أم ضعف؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت قادرة على المطالبة بحقّك في النفقة بالمعروف، ولكنك راضية بهذه الحال، فهذا صبر محمود، تؤجرين عليه.

وأمّا إن كنت غير راضية، ولكنك غير قادرة على المطالبة بحقّك، فهذا ليس من الصبر المحمود، ولكنه عجز وضعف.

واعلمي أنّ من حقّك إذا كان زوجك بخيلًا، لا ينفق عليك بالمعروف، أن تأخذي من ماله دون علمه ما يكفيك بالمعروف.

فإن لم تقدري على ذلك، فلك رفع الأمر للقاضي؛ ليلزمه بالنفقة بالمعروف، أو يفرق بينكما في حال امتناعه، قال الخرقي -رحمه الله-: وعلى الزوج نفقة امرأته ما لا غناء لها عنه، وكسوتها. فإن منعها ما يجب لها، أو بعضه، وقدرت له على مال، أخذت منه مقدار حاجتها بالمعروف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند حين قالت: إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي، فقال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"، فإن منعها ولم تجد ما تأخذه، واختارت فراقه، فرق الحاكم بينهما. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني