الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مؤتمر السُّنّة النّبويّة الدّولي الرّابع - مسند 4

مؤتمر السُّنّة النّبويّة الدّولي الرّابع - مسند 4

مؤتمر السُّنّة النّبويّة الدّولي الرّابع - مسند 4

نظّم قسم القرآن والحديث بأكاديمية الدّراسات الإسلاميّة بجامعة ملايا، مؤتمر السُّنّة النّبويّة الدّولي الرّابع (مسند الرّابع) تحت عنوان: "اتّجاهات المدارس المعاصرة في دراسة السّنّة النّبويّة .. النّظريّة والتّطبيق"، وذلك في رحاب جامعة ملايا بالعاصمة الماليزيّة كوالالمبور، بمملكة ماليزيا، في الفترة: 20-21 من شهر الله المُحرّم 1439هـ - الموافق: 10-11 أكتوبر 2017م.

فكرة المؤتمر:

السّبب الباعث على تنظيم هذا المؤتمر هو تسليط الضّوء على المنهج أو الطّريقة الّتي يسير عليها أصحاب المدارس المختلفة في نقد الحديث، واستنباط الأحكام منه، أو تأويله وتفسيره، ثمّ الدّفاع عنه، وردّ شبهات المخالفين ونقد آرائهم، وكان ممّا جاء في التّقديم للمؤتمر ما يلي:

لا شكّ أنّ السُّنّة النّبويّة لها دور هامٌ وبارزٌ في جميع مجالات حياة الأمّة الإسلاميّة توجيهًا وتطبيقًا؛ فهي مصدرٌ تشريعي مبيّنٌ لما ورد في القرآن ومنضبطة بأهمّيته، وهما كمصدران -القرآن والسُّنّة- يرتبطان ببعضهما كالبنيان المرصوص، لاسيّما في بناء الأمّة الوسطيّة المُثلى.
كما أنَّ نصوص الحديث ليست محدودة في العبادات، بل تتضمن كلّ جوانب الحياة السّياسة والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولضرورة الحديث في الشّريعة الإسلامية، كانَ لا بد للأمّة الإسلاميّة أن تتفقه في الحديث تفقُّهًا تامًّا وصحيحًا، فسوء الفهم والشُّبهات في الحديث يؤثِّر على سلوك النّاس تأثيرًا سلبيًّا بعيدًا عن منهج الإسلام القويم.
ولقد كان الاحتكاك الحضاري بين المسلمين والغرب في القرن الأخير سببًا رئيسًا في نشوء الاتّجاهات الفكريّة في العالم الإسلاميّ؛ فبدأ كل اتّجاه يطرح رؤيته الخاصّة به سبيلاً للنهضة والإصلاح، وأصبح أصحاب كل اتّجاه يدّعي أن رؤيته هي سبيل نهضة الأمّة الإسلاميّة، وأن عدا هذه الرُّؤية جمودٌ أو تطرّفٌ أو انحرافٌ، وصارت هذه النّهضة المنشودة ومعالم مشروعها الحضاري بؤرة للاختلاف، ومجالاً للتخالف، وميدانًا للصّراع بين اتّجاهات الفكر في العالم العربيّ والإسلاميّ، الّتي أخذت مع الزّمن في التّبلور والتّشكل، حتى أصبح لها مبادئ تدعو لها، ورجال يدافعون عنها.
وإنّ البحث لتحديد وتأصيل الاتّجاهات الفكريّة المعاصرة، وبيان ما يؤخذ منها وما يُترك، بات أمرًا مُلحًّا، لاسيّما وأن كلّ جيل من الأجيال يتأثّر بالاتّجاهات الفكريّة الّتي تحدث فيه، وهذا يقتضي من الباحثين أن يولوا اهتمامهم لدراسة أيّ ظاهرة فكريّة لسبر أغوارها، وتناول آثارها والاستفادة منها إن كانت صالحة، أو الرّدِّ عليها إن كانت فاسدة.

المُشاركون في المؤتمر:

شارك في المؤتمر أكثر من ثلاثين عالمًا وباحثًا في السّنّة النّبويّة المُطهّرة وعلومها، من ماليزيا والأردن وفلسطين والعراق ومصر والسّعوديّة وليبيا والهند وتركيا وإيران وبنجلاديش ونيجيريا، وقد وزّعت الأبحاث على ثلاث جلسات علميّة عامّة، ونوقشت جميع الأوراق والبحوث المُقدّمة للمؤتمر مناقشة علميّة هادفة.

وقد ناقش المؤتمر العلميّ -الذي استمرّ يومين- عددًا من المحاور المهمَّة المتعلّقة باتّجاهات دراسة السُّنّة النّبويّة عند المدارس المعاصرة، وهي: علوم الحديث (مصطلح الحديث) كمبدأ رئيسيٍّ لفهم الحديث النّبوي، وصيغ الاتّجاهات والمناهج التّراثية أو المعاصرة في دراسة الحديث النّبوي، والتّأثير السّلبي على الأمّة الإسلاميّة بسبب التّعصّب للاتّجاه الوحيد أو الاتّجاهات الفاسدة، ثمّ مناقشة الاقتراحات والتّوصيات المقدّمة للتّوفيق بين اتّجاهات دراسة السُّنّة النّبويّة عند المدارس الحديثيّة.

أهداف المؤتمر:

كان هدف منظّمي المؤتمر تحقيق الأهداف التّالية:

1- التّعريف باتّجاهات المدارس المعاصرة في دراسة السّنّة النّبويّة.
2- معرفة أهمّ النّظريّات والمبادئ التي يقوم عليها أصحاب المدارس المعاصرة في نقد الحديث واستنباط الأحكام منه أو تأويله وتفسيره ثمّ الدّفاع عنه.
3- بيان جهود أبرز أعلام الاتّجاه السّلفيّ المعاصرين في نقد الحديث واستنباط الأحكام من السّنّة.
4- ردّ شبهات أصحاب الاتّجاهات المنحرفة في دراسة السّنّة النّبويّة ونقد آرائهم.
5- بيان التّأثير السّلبي أو الإيجابي على الأمّة الإسلاميّة نتيجة تعدُّد الاتّجاهات المعاصرة في دراسة السُّنّة النّبويّة.
6- محاولة التّوفيق بين اتّجاهات المدارس الحديثيّة المعاصرة، في فهم وتطبيق السُّنّة.

محاور المؤتمر:

دارت أبحاث المؤتمر حول خمسة محاور، تنطلق من محور رئيس هو: ضوابط فهم السُّنّة النّبويّة - المشكلات والحلول، وجاءت مواضيعها وفق التّالي:

المحور الأوّل: الاتّجاه السّلفي ودراسته للسُّنّة النّبويّة من نقد الحديث واستنباط الأحكام منه.
المحور الثّاني: الاتّجاه الفقهي ودراسته للسُّنّة النّبويّة من نقد الحديث واستنباط الأحكام منه.
المحور الثّالث: الاتّجاه الصّوفي ودراسته للسُّنّة النّبويّة من نقد الحديث واستنباط الأحكام منه.
المحور الرّابع: الاتّجاه العقلي ودراسته للسُّنّة النّبويّة من نقد الحديث واستنباط الأحكام منه.
المحور الخامس: التّأثير السّلبي أو الإيجابي على الأمّة الإسلاميّة نتيجة تعدُّد الاتّجاهات المعاصرة في دراسة السّنّة النّبويّة.

عناوين الأبحاث المقدّمة باللغة العربيّة للمؤتمر:

* في الجلسة الأولى الّتي ترأسها الدّكتور سلامت بن أمير، قُدّمت ستّة أبحاث، هي:

- فهم السّنّة النّبويّة من خلال السّيرة العمليّة .. التّربية الأخلاقيّة نموذجًا: د. محمّد أحمد محمود عطايه.
- منهج الشّيخ محمّد الغزالي في التّعامل مع الأحاديث: أ. محمّد أزهر إبراهيم النّدوي.
- موقف المدرسة العقليّة الحديثة من أحاديث نزول عيسى عليه السّلام: د. محمّد إبراهيم الشّربيني صقر.
- الاتّجاه الحداثي المعاصر في دراسة السّنّة النّبويّة: د. الشّحّات مصيلحي إبراهيم.
- أنموذج على موقف الفكر الحداثي من السّنّة النّبويّة الشّريفة (كتاب نحو تفعيل قواعد متن الحديث .. دراسة تطبيقيّة لبعض أحاديث الصّحيحين): أ.د محمّد علي قاسم العمري، ود. نجاح محمّد حسين العزّام.
- عناية السّلف بالحديث النّبوي .. مقدّمة الإمام مسلم نموذجًا: د. مشاعل بنت راشد الدّبّاس.

* في الجلسة الثّانية الّتي ترأسها الدّكتور صديق بن عارفين، قُدّمت ستّة أبحاث، هي:

- المدرسة العقليّة الحديثة في السُّنّة .. موقف السّيّد رشيد رضا من السّنّة نموذجًا: أ.د. محمّد أبو الليث الخير آبادي.
- التّوجّهات العقليّة عند المستشرقين للأحاديث الشريفة المبيّنة للسّيرة النّبويّة.. عرض ونقد (المتشرق الإنجليزي وليام موير أنموذجًا): د. عبد الرّزاق أحمد رجب، ود. سعيد محمّد بواعنة.
- الاتّجاه "العقلاني المنهجي التّعديلي" نحو معضلة السّنّة النّبويّة؛ وتكييف هذا الاتّجاه على موضوع الرّجم: أ. جواد الفخار الطّوسي.
- الاتّجاه العقلاني المعاصر ومنهجه في التّعامل مع السُّنّة: أ. عبد الرّحمن حمد.
- منهج الشّيخ الألباني في التّراجعات الحديثيّة من التّصحيح إلى التّضعيف: أ. أسماء محسن علي صفوت.
- القياس المنطقي في الحديث النّبوي .. درس نموذجي لطلّاب السّنة الثّالثة الجامعيّة: أ. بسمة بشير قريبع.

* في الجلسة الثّالثة الّتي ترأسها الدّكتور محمّد علي حنيفة بن نوراسيد، قُدّمت خمسة أبحاث، هي:

- فهم السّنّة من خلال منهج الاستنباط للحديث النّبوي الشّريف (الشّيخ أبو مزيريق نموذجًا): أ. محمّد عبد الفائز علي.
- تبادل ألفاظ السّلام والتّحية مع غير المسلمين في ضوء فهم المحدّثين المعاصرين .. عرض ونقد: د. ناصر عبد الله عودة عبد الجوّاد.
- ملامح رئيسيّة للسّلفيّة المعاصرة في نظرتها للسّنّة النّبويّة (السّلفيّة السُّعوديّة أنموذجًا): د: مظهر محمّد تونج.
- تصحيح الحديث بالواقع عند العلماء المعاصرين .. دراسة تطبيقيّة على كتاب "الأربعون العزيزية فيما أخبر به النّبي صلوات الله عليه وسلامه من أحوال الوقت لعبد العزيز بن الصّديق الغماري": د. محمّد زهير عبد الله المحمّد.
- الموارد الاقتصاديّة في عهد عمر رضي الله عنه .. دراسة تحليليّة في ضوء السّنّة النّبويّة: د. كبير غوجي.

والله الموفّق.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة