الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معجم صفات الله عز وجل ( 6 )

معجم صفات الله عز وجل ( 6 )

( 78 ) الكفيل: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً }(النحل:19) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يتكفل بعباده فيحفظهم ويرعاهم .

( 79 ) الكلام: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة، قال تعالى: { وكلم الله موسى تكليماً } (النساء: 164 ) وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يتكلم متى شاء وكيف شاء وبما شاء وكلامه حرف وصوت .

( 80 ) اللُّطف: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وهو اللطيف الخبير }( الأنعام: 103 ) وقال تعالى:{ الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز }(الشورى: 19 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي سألها عن أمر فترددت في إجابته، فقال لها: ( لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) رواه النسائي ومعنى هذه الصفة أن الله رحيم بعباده يرفق بهم من حيث لا يعلمون، وييسر لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون .

( 81 ) المؤمِّن: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { السلام المؤمن المهيمن }(الحشر: 23) ومعنى هذه الصفة أن الله يصدِّق عباده المؤمنين فيما يصدقون فيه من الإيمان والعمل الصالح، ويؤمنهم من عقوبته وعذابه .

( 82 ) المُبيَِّن: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين }(النور:25) ومعنى هذه الصفة أنَّ الله بين وجوده؛ وذلك في الدنيا من خلال دلائله وآياته الظاهرة والمنتشرة في خلقه وكونه، وفي الآخرة بما يكشف عن نفسه لعباده المؤمنين.

( 83 ) المجد: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد }(البروج: 14- 15) وقال تعالى:{ إنه حميد مجيد }(هود:73) وعن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قولوا: ( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) رواه البخاري . ومعنى هذه الصفة أن الله له الشرف العالي، والكرم الرفيع.

( 84 ) الإحاطة: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى:{ والله محيط بالكافرين }(البقرة: 19 ) وقال تعالى:{ وكان الله بما يعملون محيطا }(النساء: 108) ومعنى هذه الصفة أن الله عز وجل قوي لا يُغلب، قادر لا يُهزَم، لا تخفى عليه خافية ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، أحاطت قدرته بجميع المقدورات، وأحاط علمه بجميع المعلومات .

( 85 ) الإحياء والإماتة: صفتان ثابتان لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }(البقرة: 28 ) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين أن شأن الحياة والموت مما اختص الله به، فلا يهب الحياة إلا هو، ولا ينتزعها إلا هو .

( 86 ) الإعانة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ إياك نعبد وإياك نستعين }(الفاتحة: 5 ) وقال تعالى:{ والله المستعان على ما تصفون }(يوسف: 18) وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال: أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( إني لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلا تدع أن تقول في كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه النسائي وأبو داود . ومعنى هذه الصفة أن الله هو المعين عباده على القيام بشؤونهم، فيمنحهم القوة لأداء أعمالهم، ويزيل من طريقهم ما يعوقها ويحول دون تحقيقها .

( 87 ) التصوير: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى:{ هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر: 24 ) وقال تعالى:{ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم }(آل عمران: 6 ) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي أعطى المخلوقات صورها، وشكلها بأشكالها، وميز كلاًّ منها بهيئة لتتعارف فيما بينها.

( 88 ) المغفرة: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ إن الله عزيز غفور }(فاطر: 28) وقال تعالى: { والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم }(البقرة: 268 ) وعن أبي بكر الصديق ، - رضي الله تعالى عنه - أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: ( قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يكثر من ستر ذنوب عباده، ويكون عفوه عنهم أكثر من مؤاخذته لهم.

( 89 ) مقت المعاصي والسيئات وفاعليها: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشةً ومقتاً وساء سبيلا }(النساء: 22) وقال تعالى: { كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }(الصف: 3 ) وعن عياض المجاشعي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته: ( .. وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يبغض الكفار وما يرتكبون من الكفر والمعاصي .

( 90 ) المُقِيت: صفة ثابتة لله في الكتاب، قال تعالى:{ وكان الله على كل شيء مقيتاً }(النساء: 58 ) ومعنى هذه الصفة: أن الله هو القدير الذي ييسر لكل حي قوته .

( 91 ) المُلْك: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة، قال تعالى:{ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك }(الحشر: 23 ) وقال تعالى:{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك }(آل عمران: 26) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ) متفق عليه . ومعنى هذه الصفة أن الله هو مالك الخلق جميعاً، وملكه هو الملك الحقيقي، وغيره - وإن ملك - فملكه منقوص من جهة فنائه هو وفناء ملكه، ومن جهة ضعفه عن المحافظة عما يملك، ومن جهة خوفه من أن ينتزع منه ملكه.

( 92 ) المنُّ: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا }(آل عمران: 164 ) وقال تعالى: { ولكن الله يمن على من يشاء من عباده }(إبراهيم: 11) وعن أنس - رضي الله عنه - قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: ( اللهم لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - تدرون بم دعا الله ؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ) رواه الترمذي والنسائي . ومعنى هذه الصفة أن الله هو صاحب المواهب العظيمة، والعطايا الجزيلة، وعطاياه لا تنقص من ملكه، ولا تزيده إلا كرماً، ويعطيها بسبب ودون سبب { والله يرزق من يشاء بغير حساب }(البقرة: 212 ).

( 93 ) الواسع: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم }(البقرة: 115 ) وقال تعالى: { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم }(البقرة: 268 ) ومعنى هذه الصفة أن الله واسع الذات، وواسع الفضل والعطاء، يعطي من يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب .

( 95 ) النصر: صفة ثابتة في الكتاب والسنة قال تعالى: { وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم }(آل عمران: 126 ) وقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }(محمد: 7 ) وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال: ( اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ) رواه أبو داود . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الميسر للغلبة والفوز، وأنه سبحانه لا يسلم أولياءه ويخذلهم إن هم بذلوا جهدهم في الأخذ بأسباب النصر المادية والمعنوية .

( 96 ) الهداية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وكفى بربك هادياً ونصيراً }(الفرقان: 32 ) وعن أبي ذر - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ( يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي: كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم .. ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الذي يدل البشر على سبل الهداية والرشاد فهو الذي أرسل الرسل وأنزل الكتب لتحقيق هذه الغاية، وهو الذي يوفق ويعين ويثبت من صلحت نيته واستقامت سريرته لنيل تلك الهداية.

( 97 ) الهيمنة: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه المهيمن قال تعالى: { السلام المؤمن المهيمن }(الحشر: 23 ) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الرقيب والشاهد على أفعال خلقه يحصيها ويحاسبهم عليها .

( 98 ) الوحدانية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { إنما الله إله واحد }(النساء:171 ) وعن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال له حين بعثه لليمن: ( فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله واحد لا شريك له ولا نظير له ولا ند له ولا شبيه له .

( 99 ) الوارث: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون }(الحجر: 23 ) وقال تعالى:{ إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون }(مريم: 40 ) ومعنى هذه الصفة أن الله له البقاء المطلق الذي لا يلحقه عدم، ولا يجري عليه فناء .

( 100 ) الود: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { وهو الغفور الودود }(البروج:14) وقال تعالى:{ واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود }(هود: 90 ) ومعنى هذه الصفة أن الله مُحِبٌّ ومُحَبٌّ فهو يحب أولياءه ويقربهم ويحبه أولياؤه ويتقربون إليه.

( 101 ) الوكيل: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }(آل عمران: 173) وقال تعالى: { وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً }(النساء: 81 ) ومعنى هذه الصفة أن الله هو القيم الكفيل بأرزاق العباد، وهو الذي يكفي من توكل عليه فيحفظه وييسر له أمره .

( 102 ) الولاية: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور }( البقرة: 257 ) وعن البراء بن عازب في قصة معركة أحد أن النبي – صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه أن يقولوا للمشركين: ( الله مولانا ولا مولى لكم ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة أن الله هو المتكفل بالقيام بمصالح عباده المتقين فهو الذي يهديهم ويثبتهم على الحق، وهو الذي يحفظهم وينصرهم وييسر أسباب معاشهم .

( 103 ) الوهاب: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى: { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب }(آل عمران: 8 ) ومعنى هذه الصفة أن الله عز وجل هو صاحب العطايا والمنن، يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، بيده الخير .

( 104 ) الآخرية: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه الآخر، قال تعالى: { هو الأول والآخر }(الحديد: 3 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول عند نومه:( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء؛ اقضِ عنا الدَّيْنَ، وأغننا من الفقر ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله باق لا يفنى، فكما أنه ليس لوجوده بداية كذلك ليس لوجوده نهاية .

وبهذه الصفة نكون قد أنهينا الكلام في هذا المعجم، سائلين الله أن ينفع به من قرأه وتدبر معانيه، فهو على صغر حجمه قد حوى جل صفات الله عز وجل، التي من علمها عرف ربه وخالقه، فازداد حبه له وقربه منه، فعبده بقلب مقبل محب، وذلك لما علم من جميل صفاته، وعظيم فعاله، وسعة ذاته سبحانه وتعالى.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة