الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                الحديث الثالث:

                                362 369 - خرجه من رواية: ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر، نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.

                                قال حميد بن عبد الرحمن، ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، فأمره أن يؤذن بـ (براءة).

                                قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.


                                التالي السابق


                                ليس في حديث أبي هريرة هذا تصريح برفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقد روي عنه من وجه آخر بنحو هذا السياق - أيضا - وروي الحديث - أيضا - من حديث علي بن أبي طالب بلفظ يدل على رفعه.

                                خرجه الإمام أحمد والترمذي .

                                [ ص: 187 ] وقد روي حديث علي مرفوعا صريحا ; وروي - أيضا - مرفوعا من حديث ابن عباس بإسناد فيه ضعف.

                                وبكل حال ; فإنما نودي بذلك بمنى يوم النحر في حجة الصديق رضي الله عنه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، هذا أمر لا يرتاب فيه، وإن لم يصرح بذلك في كثير من الروايات.

                                وقد كانت عادة أهل الجاهلية الطواف بالبيت عراة، فأبطل الله ذلك ونهى عنه.

                                وفي " صحيح مسلم " عن ابن عباس ، قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة، وتقول:


                                اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله

                                قال: فنزلت: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد

                                فإن كان البخاري خرج هذا الحديث في هذا الباب ; لأن سبب النهي عن التعري في الطواف كان كشف فروجهم، فنهوا عن ذلك خاصة، ففيه نظر ; لأن ابن عباس إنما حكى هذا عن طواف النساء، والمرأة كلها عورة بالنسبة إلى الصلاة سوى وجهها وفي كفيها خلاف سبق ذكره.



                                الخدمات العلمية