الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                خرج البخاري في هذا الباب:

                                365 372 - من حديث: الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر، فيشهد معه نساء من المؤمنات، متلفعات في [ ص: 200 ] مروطهن، ثم يرجعن إلى بيوتهن، ما يعرفهن أحد.

                                التالي السابق


                                قال الخطابي : " التلفع بالثوب ": الاشتمال به، ولفعه الشيب: شمله، و" المروط ": الأردية الواسعة، واحدها: مرط.

                                وقال أبو عبيد : المروط: الأكسية تكون من صوف، وتكون من خز، يؤتزر بها.

                                وقال هشام ، عن الحسن : كانت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أكسية تسمى المروط، غير واسعة - والله - ولا لينة.

                                والمراد بهذا الحديث: أن النساء كن إذا شهدن صلاة الفجر في المسجد غطين رءوسهن، وثيابهن فوق دروعهن وخمرهن، وهذا نظير أمر النبي صلى الله عليه وسلم لهن إذا شهدن العيدين بالجلباب، كما تقدم.

                                وقد روي عن ابن عمر وابن سيرين ونافع : أن المرأة تصلي في أربعة أثواب -: حكاه ابن المنذر .

                                وقال ابن عبد البر : قال مجاهد : لا تصلي المرأة في أقل من أربعة أثواب.

                                قال: وهذا لم يقله غيره فيما علمت.

                                قال: والأربعة الأثواب: الخمار، والدرع، والملحفة، والإزار. انتهى.

                                ولعل هذا إذا صلين مع الرجال في المساجد ونحوها، فأما في بيوتهن فيكفيهن دون ذلك. والله أعلم.

                                وبقية فوائد هذا الحديث تأتي في موضع آخر - إن شاء الله تعالى.



                                الخدمات العلمية