الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              454 [ 233 ] وعنها ; أنها قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكئ في حجري فيقرأ القرآن ، وأنا حائض .

                                                                                              رواه أحمد ( 6 \ 117 و 135 ) ، والبخاري ( 297 ) ، ومسلم ( 301 ) ، وأبو داود ( 260 ) ، والنسائي ( 1 \ 191 ) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قولها : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكئ في حجري فيقرأ القرآن وأنا حائض ") [ ص: 560 ] كذا صوابه عند الرواة كلهم هنا ، وفي البخاري . ووقع للعذري : " في حجرتي " بضم الحاء وبالتاء باثنتين من فوق ، وهو وهم ، وقد استدل بعض العلماء على جواز قراءة الحائض القرآن ، وحملها المصحف . وفيه بعد ، لكن جواز قراءة الحائض للقرآن عن ظهر قلب ، أو نظر في المصحف ، ولا تمسه ، هي إحدى الروايتين عن مالك ، وهي أحسنها تمسكا بعموم الأوامر بالقراءة ، وبأصل ندبية مشروعيتها . ولا يصح ما يذكر في منعها القراءة من نهيه - عليه الصلاة والسلام - الحائض عن قراءة القرآن ، وقياسها على الجنب ليس بصحيح ، فإن أمرها يطول ، وليست متمكنة من رفع حدثها ، فافترقا .

                                                                                              ويؤخذ من قراءته - عليه الصلاة والسلام - القرآن في حجر الحائض جواز استناد المريض إلى الحائض في صلاته ; إذا كانت أثوابها طاهرة ، وهو أحد القولين عندنا . وصحيح الرواية : " وأنا حائض " بغير هاء ووقع عند الصدفي " حائضة " والأول أفصح ، وهذه جائزة ; لأنها جارية على الفعل ، كما قال الأعشى :


                                                                                              أيا جارتا بيني فإنك طالقة ... ... ... ...

                                                                                              وكما قال : ولسليمان الريح عاصفة [ الأنبياء : 81 ] وللنحاة في الأول وجهان : [ ص: 561 ] أحدهما : أن حائض وطالق ومرضع مما لا شركة فيه للمذكر ، فاستغنى عن العلامة .

                                                                                              والثاني - وهو الصحيح - : أن ذلك على طريق النسب ; أي : ذات حيض ورضاع وطلاق ، كما قال تعالى : السماء منفطر به [ المزمل : 18 ] ; أي : ذات انفطار .




                                                                                              الخدمات العلمية