الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال في " المنتقى " قال مالك : إذا ابتاع أمة خفضها إذا أراد حبسها ، وإن كانت [ ص: 281 ] للبيع ، فليس ذلك عليه ، والنساء يخفضن الجواري ، واختتن إبراهيم عليه السلام بالقدوم ، وهو موضع ، ويخفف ، فيقال : القدوم ، واختلف فيه هل هو الموضع ، أو الآلة التي ينجر بها ، فقيل : المخفف الآلة ، والمشدد الموضع ، وقيل : بالعكس ، والصحيح : أن المشدد الموضع .

                                                                                                                قال صاحب " القبس " : والمراد بالفطرة هاهنا من الدين ما يكون الإنسان به على أكمل الهيئات ، وخرجها مسلم عشرا وخصها عليه السلام لتلقيها موسى عن ربه ، قال : وعندي أن جميعها واجب ، وأن الرجل لو تركها لم يكن من جملة الآدميين فكيف من جملة المسلمين .

                                                                                                                قال الطرطوشي : خفض المرأة قطع الناتئ أعلا فرجها كأنه عرف الديك ، ويقال : أعدر الرجل ، وخفضت المرأة فهي مخفوضة ، قال ابن أبي زيد : قيل لمالك : إذا طالت اللحية جدا أيأخذ منها ؟ قال : نعم ، قيل : له أينتف الشيب ؟ قال : ما أعلمه حراما ، وتركه أحب إلي ، وكره للمرأة أن تفتل من شعرها قيدا فتدفعه للمرابطين ، وقال : دفن الشعر والأظفار بدعة ، وكان من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلنسوة خالد بن الوليد ، وكراهة إلقاء الدم على وجه الأرض ، وإلقاؤه في المراحيض بدعة ، بل يطرح على وجه الأرض ، وقال : ما سمعت في الصبغ بالسواد شيئا ، وغيره أحب إلي ، والصبغ بالحناء ، والكتم واسع ، قال مالك : والدليل على أن رسول الله عليه وسلم لم يصبغ أن عائشة رضي الله عنها أمرت بالصبغ ، وقالت : كان أبو بكر يصبغ ، ولو كان عليه السلام يصبغ لبدأت به دون أبيها .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية