الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 113 ] ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      في المحرم درس أبو بكر الشامي بالمدرسة التاجية بباب أبرز ، وكان قد أنشأها الصاحب تاج الملك أبو الغنائم على الشافعية . وفيها كانت فتن عظيمة بين الروافض والسنة ، ورفعوا المصاحف وجرت حروب طويلة ، وقتل خلق كثير ، نقل ابن الجوزي في " المنتظم " من خط ابن عقيل أنه قتل في هذه السنة قريب من مائتي رجل ، قال : وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وارتفعوا إلى سب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلعنة الله على أهل الكرخ الذين فعلوا ذلك . وإنما حكيت هذا ليعلم الواقف عليه ما في طوايا الروافض من الخبث والبغض لدين الإسلام وأهله والعداوة الباطنة الكامنة في قلوبهم لله ولرسوله وشريعته .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها ملك السلطان ملكشاه ما وراء النهر وطائفة كثيرة من تلك الناحية بعد حروب عظيمة ووقعات هائلة وفيها استولى جيش المصريين على عدة من بلاد الشام وفيها عمرت منارة جامع حلب وفيها أرسلت الخاتون بنت السلطان تشكو إلى أبيها إعراض الخليفة عنها فبعث إليها أبوها الطواشي صوابا والأمير بزان ليرجعها إليه فأجاب الخليفة إلى ذلك وبعث [ ص: 114 ] معها بالنقيب وجماعة من أعيان الأمراء وخرج ابن الخليفة أبو الفضل والوزير فشيعاها إلى النهروان وذلك في ربيع الأول فلما وصلت إلى عند أبيها توفيت في شوال من هذه السنة بأصبهان فعمل عزاؤها ببغداد سبعة أيام وأرسل الخليفة إلى السلطان أميرين لتعزيته فيها .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وحج بالناس خمارتكين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية