الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 267 ] ثم دخلت سنة تسع عشرة وخمسمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها قصد دبيس والسلطان طغرل بغداد ; ليأخذاها من يد الخليفة
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ، فلما اقتربا منها برز إليهما الخليفة في جحفل عظيم ، والناس مشاة بين يديه ، وعليه السواد والبرد ، وبيده القضيب ، إلى أول منزلة ، ثم ركب الناس بعد ذلك ، فلما أمست الليلة التي يقتتلون في صبيحتها - ومن عزمهم أن ينهبوا بغداد - أرسل الله مطرا عظيما ومرض السلطان طغرل في تلك الليلة ، فتفرقت تلك الجموع ، ورجعوا على أعقابهم خائبين خائفين ، والتجأ دبيس - قبحه الله - وطغرل إلى الملك سنجر وسألاه الأمان من الخليفة والسلطان محمود ، فحبس دبيسا في قلعته ، ووشى واش إلى الملك سنجر أن الخليفة يريد أن يستأثر بالملك وقد خرج من بغداد الآن لقتال الأعداء ، فوقع في نفس سنجر من ذلك شيء ، وأضمر سوءا مع أنه قد زوج ابنته من الخليفة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها قتل القاضي أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي بهمذان ، قتلته الباطنية ، وكان قد أرسله الخليفة إلى سنجر يخطب ابنته . وحج بالناس نظر الخادم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية